أسواق السلع بدمشق تستجيب سريعاً لارتفاع أسعار الصرف

لم تستفق أسواق السلع بعد من صدمة ارتفاعات الدولار السابقة، لتعاود الأسعار ارتفاعها في اليومين الفائتين، إلى جانب فقدان عددٍ من السلع. 

الأسواق والتي بدأت متأخرةً بالاستجابة لانخفاض سعر الصرف واستقراره على 145 ليرة، ارتفعت خلال اليومين الفائتين بنسبة فاقت الـ 7 %، بمجرد ارتفاع الدولار للـ 150 ليرة، ومن ثم وصوله إلى عتبة الـ 160 ليرة، وحتى انخفاضه إلى 152 ليرة الذي حدث بالأمس "في يوم العطلة" لا يعول عليه المراقبون كثيراً لناحية أسعار السلع.

القاعدة الاقتصادية والنقدية تؤكد أن الارتفاعات التي تشهدها أسعار الصرف تستجيب لها سريعاً أسعار السلع، لكن الانخفاض في سعر الصرف ينسحب ببطئ شديد على السلع، وهو ما يلامسه السوريون يومياً.

المبرر الذي يتبع رفع أسعار السلع مقابل أسعار الصرف هو المحافظة على رأس المال، كما يقول لنا أحد التجار الذي فضل عدم ذكر اسمه ويشير إلى أن من يمتلك سيارة يرفع سعرها اليوم مع ارتفاع سعر الدولار، وكذلك من يمتلك بيتا حتى لو اشتراه بالأسعار القديمة، لماذا يطالب التجار اليوم بالإبقاء على الأسعار القديمة لمنتجاتهم؟، في حين أنهم الأولى في الحفاظ على رأس مالهم، لا سيما وأننا كتجار وصناعيون نعمل في ظروفٍ سيئة للغاية، نضطر أحياناً لدفع مبالغ طائلة على النقل فقط، لتمرير البضائع عن الحواجز، إلى جانب ارتفاع الكلف الأخرى، وكل ذلك سيتم تحميله بالضرورة للمنتج، وبالتالي سيتم تسديده من المستهلك النهائي.

وفي الوقت ذاته يؤكد التاجر على أن هناك من لا يتقيد بهوامش ربح محدودة، إنما يحاول ترك هوامش خطر مرتفعة، وهذا الأمر يسبب في بعض الأحيان بارتفاعات هائلة في الأسعار، لكن أيضاً لا يمكن أن نلوم التاجر، فبين يومٍ وآخر يتغير سعر الصرف أحياناً أكثر من 20 ليرة، وهذا هامش خسارة كبير، يقع في النتيجة على التجار وأصحاب المصالح.

ومن ناحيةٍ أخرى يؤكد التاجر الدمشقي على أن الفعاليات الاقتصادية اليوم لو أنها كانت تبحث عن الأرباح السريعة لاتجهت إلى المضاربة بالدولار، فالعمل بالصناعة أو التجارة لا يحقق الأرباح التي يحققها سعر الصرف في هذه الأيام.

ورغم التبريرات التي يقدمها التجار والصناعيون، لكن من غير الطبيعي أن تشهد الأسواق ارتفاع يصل إلى نسبة 7 %، بمجرد ارتفاع الدولار عشر ليرات، فسعر صحن البيض مثلاً ارتفع من 625 إلى 700 ليرة.

إلى جانب فقدان بعض السلع والتي تعود أسبابها إلى حالة الترقب في الأسواق، لمعرفة حال الدولار ما إذا كان سيستمر في الصعود أم سيعاود الانخفاض، كما تفيد بعض المصادر أن حالة الترقب لا ينسحب فقط على السلع وإنما أيضاً على حركة البيع والشراء للدولار، فالجميع يحتفظ بما يمتلكه منتظراً السعر الذي سيصل إليه الدولار في الأيم القامة.

وعلى صعيد الصرف، فأبقى مصرف سوريا المركزي أسعار الدولار على حالها "143.7 ليرة" وفق نشرته الرسمية، لكن فعلياً الدولار في الأسواق العالمية شهد تراجعاً، أمام العملات الأخرى، ومن الطبيعي أيضاً أن يتبع ذلك انخفاضه أمام وحدة السحب الخاصة، وهذا ما لم يحدث ففعلياً الدولار مرتفع رسمياً رغم انخفاضه عالمياً، حيث سجل رقماً قياسياً جديداً أمام وحدة السحب الخاصة بوصوله إلى 221.1 ليرة.

أما دولار الذهب فسجل سعر 156 ليرة، مع تسعير عيار 21 على سعر 5500 ليرة، في حين بلغ سعر الأونصة عالمياً 1249.35 دولار.

ترك تعليق

التعليق