في "دوما".. غذاء الحيوانات يتحول إلى خبز للسكان!!

شعير وكرسنة وما تيسر من حبوب تصلح كأغذية للحيوانات أكثر منها للإنسان باتت تشكل مكونات رغيف الخبز في مدينة "دوما" اليوم، فبعد أشهر طويلة على حصار فرضه النظام على الغوطة الشرقية والتي تشكل "دوما" عاصمتها تحول رغيف الخبز إلى عملة نادرة، فبات السكان يجدون بدائل أخرى كي يصنعوا رغيفهم.

"المخابز أغلقت أبوابها منذ زمن، بعد أن غابت مادة الطحين عنها"، بهذه الكلمات عبّر (م) أحد سكان المدينة عن معاناة سكانها مع الرغيف، مشيراً إلى أن السكان في "دوما" جعلهم اليوم يجدون البدائل للصمود قدر المستطاع فباتوا يصنعون رغيفهم من غذاء الحيوانات، حيث باتت ربات البيوت تستخدم ما يتيسر لهن من حبوب للاستعاضة عن رغيف الخبز، وتابع (م) أن ربطة الخبز وإن وجدت في المدينة فإن سعرها يتراوح بين 2000 إلى 2500 ل.س.

ولعل مادة الخبز ليست الوحيدة التي يعاني السكان في "دوما" من غيابها وإن كانت الأهم حيث يشير مصدر آخر في المدينة أنهم محرومون من مختلف المواد التموينية كالزيوت والشاي على سبيل المثال، بالإضافة إلى غياب مواد النظافة كالصابون غياباً تاماً عن المدينة، وتابع المصدر أن هذا الوضع يرافقة ارتفاع خيالي في الأسعار حيث يترواح كيلو السكر بـين 2000 إلى 2500 ل.س، في حين أن جرة الغاز تباع بـ 25000 ل.س، إلا أن المصدر هنا يعود ويستدرك قائلاً: (بالرغم من كل معاناة السكان في دوما فإن وضعهم اليوم يبقى أفضل حالاً مقارنة مع حملات التجويع المنظمة التي ينفذها النظام في مناطق أخرى كمخيم اليرموك فالأهالي مازالوا يستطيعون الصمود).

وما يساعد أهل "دوما" والغوطة الشرقية بشكل عام على الصمود ضد الحصار -كما يشير أحد الناشطين- أنها مناطق تحتوي على أراضٍ زراعية، حيث يمكن للسكان زراعة بعض أنواع الخضار، بالإضافة إلى أنّ "دوما" بالتحديد كانت وماتزال تشتهر بتجارة المواشي، إذ تحتوي على أسواق هامة لبيع الأغنام والعجول وهو مايجعل من اللحوم متوفرة هناك إلى اليوم الأمر الذي مايساعد أهالي "دوما" على إيجاد بدائلهم الغذائية إلى اليوم.

ترك تعليق

التعليق