الوزير الأعمى والغربال: ممارسات مكشوفة لشيعة الجزائر واتهامات تطال السوريين!

"لا يوجد تشيّع في الجزائر لا في غربها ولا شرقها ولا وسطها، ومن يمارس طقوس الشيعة في بلادنا هم لاجئون سوريون".

هذا ما قاله وزير الشؤون الدينية في الجزائر "أبو عبد الله غلام الله" المعروف بعدائه للثورة السورية والسوريين، نافياً اعتناق جزائريين في الآونة الأخيرة للمذهب الشيعي، وكأن السوريين الذين حوربوا في الجزائر ومنع عنهم السكن والعمل والحياة الكريمة وطُرد الكثير منهم كانت تنقصهم مثل هذه التهمة العجيبة الغريبة من وزير يكاد اسمه أن يقول "خذوني"

نائب المجلس الأعلى للإعلام السوري الحر في الجزائر "فهد الحموي" يشير في لقاء مع "اقتصاد" إلى أن كلام وزير الشؤون الدينية في الجزائر مردود عليه، فهذا الوزير نسي على ما يبدو كيف خرج الشيعة منذ ثلاثين عاماً من مدينة "باتنة" يمارسون علانية طقوس اللطم والتطبير فأين كان السوريون حينها، والغريب أن الذريعة التي يتخذها الجزائريون -حسب ما سمعت- أنهم خائفون من الشيعة وأنهم لا يميزون السني من الشيعي من الدرزي لذلك حسب زعمهم صاروا يخافون من الاختلاط مع السوريين!

ويضيف الحموي قائلاً: لقد رددت شخصياً على كلام هذا الوزير في مقابلة مع تلفزيون "النهار" الجزائري قائلاً له بالعامية (نحنا مو ناقصين، جايين من حرب وعايشين بالشوارع) فكيف تتكلم هكذا وتجعل الشعب الجزائري يكرهنا وقلت له "إذا كنت خائفاً على الشعب الجزائري من التشييع اعمل لهم منتديات وبرامج أسبوعية للتوعية من التشييع ولا تتهم السوريين جزافاً فلديهم ما يكفي من الهموم والأوجاع".

  • الأعمى والغربال!

يقول المثل الشعبي في سوريا (اللي ما بيشوف من الغربال أعمى) وهذا المثل ينطبق على الوزير المذكور الذي يتعامى عن النشاطات السرية التي كان ولا يزال شيعة الجزائر يمارسونها خفية، فيما يتهم اللاجئين السوريين اتهامات لا أساس لها من الصحة، وفي هذا دلالة واضحة أن اتهاماته هذه هي جزء من حملة واضحة لتشويه صورة السوريين والإساءة إلى ثورتهم التي زعزعت عروش الطغاة.

فمن خلال فيديوهات تداولها نشطاء جزائريون على موقعي التواصل الاجتماعي "فايس بوك" و"يوتيوب" ظهر شيعة من وهران وهم يؤدون طقوس اللطم وعرض الفيديو -الذي لم يحدد تاريخ تصويره- عددا كبيراً من الشباب داخل بيت وهم يرددون التأمين والصلاة على آل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مرفوقة باللطم بالأيدي على الصدور بصفة جماعية.

وتقدم المجتمعين شاب يتلو أدعية شيعية، وبدا الشباب وهم يرفعون المصاحف على رؤوسهم ويرددون "بالحسين" و"بعلي بن الحسين" و"بمحمد بن علي"، وهم أبناء وأحفاد الحسين، ابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وألقى شاب آخر درساً تناول فيه استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان يتحدث عن فضل ليلة القدر وفضل إحيائها، ما يوحي بأن هذا اللقاء كان في شهر رمضان، وبدت صورة زعيم مليشيا حزب الله حسن نصر الله معلقة على جدار البيت، وتعالت بعض الأصوات بالنحيب والبكاء لدى تلاوة أحد الشباب ابتهالات شيعية، وظهر بين الشباب الذين توزعوا على غرف البيت، صبية صغار وأطفال.

وكان بعض الشباب يتحدثون بـ"لهجة وهرانية" إلى الشخص الذي كان يصور أحداث اللقاء. يتناسى وزير الشؤون الدينية هذه الممارسات الشيعية وينفي أن يكون هناك تشيع في الجزائر، ولكنه لا ينسى أن يقول بالمقابل إن من يمارس طقوس الشيعة في الجزائر هم لاجئون سوريون.

ورغم أن ما يسمى الخلايا الشيعية النائمة يعود تاريخ تواجدها في الجزائر إلى نهاية السبعينات من القرن الماضي مع صعود الاسلام السياسي إلى الحكم في إيران، يصر وزير الشؤون الدينية في الجزائر على ربط ظاهرة التشيع في بلاده مع بدء احتكاك السوريين مع الجزائريين، وتزامناً مع الهجرة القياسية وغير المسبوقة للاجئين السوريين الهاربين إلى الجزائر، رغم أن للتشيع في الجزائر تاريخا طويلا لا زال مستمراً إلى الآن عبر وسائل كثيرة ومنها الحسينيات التي تعمل في الخفاء وتنشر الطقوس المنحرفة للشيعة في العديد من المدن الجزائرية وبالأخص في مدينة وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة)، و"سطيف" و"باتنة" و"تلمسان. على غرار شريط الفيديو المشار إليه آنفاً.

ومن هذه الوسائل شبكة الانترنت، إذ يتردد الجزائريون على أكثر من 150 موقعاً شيعياً في الجزائر فقط. كما تدعم إيران موقعاً ضخماً اسمه “منتدى شيعة الجزائر” وينشط الشيعة كذلك بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"اليوتيوب" وهناك صفحات كثيرة لا يمكن إحصاؤها يربط متشيّعون من خلالها علاقات مع ضحايا جدد.

والخطير في الموضوع هو استخدام فتيات حسناوات للإيقاع بالشباب عبر هذه المواقع من خلال أسماء وهمية.

  • هؤلاء أدخلوا التشيع الى الجزائر!

على طريقة (شهد شاهد من أهله) يكشف الكاتب والناشط الحقوقي أنور مالك في دراسة له بعنوان (هؤلاء ادخلوا التشيع الى الجزائر -الحسناوات تجار الشنطة والإرهابيون) العديد من الأسرار التي اكتنفت ظاهرة انتشار المد الشيعي في الجزائر على مدار السنوات الماضية، مركّزاً على علاقة كل من حزب الله اللبناني والحرس الثوري في إيران بالتنظيمات الإرهابية التي زرعت الرعب في الجزائر خلال تسعينيات القرن، وقام أنور مالك بعملية مسح شاملة لكل ما ورد على لسان المسؤولين الجزائريين، وما نشرته الصحف الجزائرية حول الشيعة والتشيّع في الجزائر، كما تتبع تحذيرات العلماء الكبار من هذه القضية.

ويتعرض المؤلف لمختلف أساليب التشيّع في الجزائر وبينها استغلال تجار الشنطة الذين ينشطون على محور الجزائرـ دمشق، حيث تستغلهم شبكة من تجار الشيعة، ففي البداية تكون العلاقة تجارية لكنها مميزة، الشبكة يترأسها ويديرها منذ فترة ليست بالقصيرة تاجر أقمشة مغربي الأصل ويكنى “أبو الحسين”، الذي لديه أساليب مختلفة لإغراء الوافدين، وخاصة ممن يظهر عليهم بأن ظروفهم متواضعة أو ممن يتلهفون للربح السريع وعلى حساب أي شيء، حيث يقوم بتزويد التجار الشباب بكل ما يلزمهم من متطلبات تجارية ويقرضهم ما يحتاجونه من أموال أو يزوّدهم بالبضاعة التي يرغبون فيها، وعندما تتوطد الثقة بينه وبين هؤلاء ويكسب ودهم، تكون البداية بنقل الكتب نحو أسماء محددة، وبعدها يتطور الأمر إلى التوزيع في الجزائر. وقد تمكن هذا الأخير من تجنيد الكثيرين الذين قاموا بجلب الكتب المتعلقة -طبعا- بالفقه الشيعي أو التربة الحسينية، وتوصيلها إلى من يريدها، وخاصة أولئك الذين يراسلون لأجلها دور نشر معروفة ومرجعيات في سوريا وإيران ولبنان. كما أن البعض يصل به الانحراف إلى تدنيس القرآن الكريم عدا عن زواج المتعة الذي هو من أخطر الإشكاليات في ملف التشيّع.

 

ترك تعليق

التعليق