تخفيفا لمعاناة المحاصرين..مشاريع الغوطة الشرقية الزراعية "بحصة بتسند جرة"

بدأت الغوطة الشرقية باستثمار أراضيها الزراعية لمواجهة سلاح التجويع الذي يمارسه النظام، عبر زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح الذي من المتوقع أن يحقق إنتاجاً يصل إلى 350 طنا.

قبل أشهرٍ قليلة عاش ما يقارب مليون ونصف المليون محاصر في الغوطة الشرقية على الملفوف وخبز الشعير وخبز العلف، مع امتناع النظام عن إدخال أي محصول استراتيجي ضمن الصفقات التي كان يبرمها بين الحين والآخر نتيجة حاجته للحوم وألبان الغوطة، مقابل الشعير والعلف.

وسلاح الجوع الذي استخدمه النظام ضد المدنيين أدى إلى استشهاد العشرات جوعاً، حيث وثق المكتب الحقوقي الموحد في الغوطة الشرقية 51 شهيدا منذ الشهر العاشر لعام 2013 حتى 20-02-2014 قضوا نتيجة الجوع، وكان عدد الشهداء للشهر الأول وباقي الأيام من الشهر الثاني قد بلغ 41 شهيدا، أي بمعدل شهيد كل يوم معظم الشهداء من الأطفال.

كما وثق المكتب الحقوقي الموحد عدد الشهداء الذين استشهدوا أثناء محاولة جلب الطعام لأبنائهم وأهلهم 68 شهيداً منذ الشهر العاشر لعام 2013 حتى 20-02-2014.

أمام هذه المعطيات وفي ظل صعوبة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي لجأ القيّمون على العمل الإغاثي إلى التخفيف من معاناة المحاصرين، عبر المشاريع الزراعية كزراعة محصول القمح.

المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية وخلال رده على تساؤلات "اقتصاد"، أشار إلى أن الكميات المقدرة للإنتاج حوالي 350 طنا، سيتم توزيعها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بحسب النسب المعتمدة من قبل المكتب الإغاثي الموحد والخاصة بالشهداء والمعتقلين وعدد السكان في كل مدينة وبلدة.

لكن هل من الممكن أن تغطي مئات الأطنان تلك حاجة الغوطة؟ تساؤل يجيب عليه المكتب بالإشارة إلى أن احتياجات الغوطة الشرقية يومياً حوالي 140 طنا، أي أن الإنتاج سيكفي كامل الغوطة لحوالي يومين فقط لا غير.

وفي معظم المشاريع التي يتم تنفيذها في المناطق المحاصرة والواقعة على مرمى نيران قوات النظام، يخشى الناشطون من تعرض هذه المشاريع لقصف قوات النظام، خاصةً وأن سلاح الجوع من أكثر الأسلحة فتكاً في يد النظام، وهنا لا يخفي المكتب الإغاثي الموحد خشيته من تعرض بعض الأراضي للاستهداف، حيث يشير إلى أنه بالنسبة للمناطق المزروعة على خطوط الجبهات والاشتباكات كما في المليحة ودير العصافير ومرج السلطان وحرستا والقاسمية والقيسا، وغيرها من المناطق الأخرى، يخشى عليها من الاستهداف من قبل النظام بالقذائف أو الطلقات المتفجرة والتي ستؤدي لاحتراق المحاصيل الزراعية قبيل الحصاد نظراً لجفاف المزروعات.

ورغم العمل لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتي لكنه من الأهداف التي تحتاج إلى مزيدٍ من الوقت والعمل والإمكانيات، ويعتبره المكتب الإغاثي الموحد هدفا صعب التحقيق، وذلك بسبب العدد السكاني الضخم، ولكن نحاول من خلال مشاريعنا تقليل المعاناة وتشغيل أكبر عدد ممكن من اليد العاملة العاطلة عن العمل وتأمين القليل من الحاجة في ظل الحصار الخانق.

ترك تعليق

التعليق