شركات الصرافة تبتعد عن شر دولار المركزي و"تغنيلو"

امتنعت شركات الصرافة عدة مرات عن الاقتراب من دولار مصرف سوريا المركزي، حيث لم تشتر الشرائح التي طرحها في كثيرٍ من جلسات التدخل.

تكررت الحالة عدة مرات، حيث يطرح المركزي الدولار في جلساتٍ للتدخل ويمتنع الصيارفة عن الشراء، ما يثير التساؤل كيف يمكن في ظل عملة محلية تتراجع بشكلٍ تصاعدي أن يمتنع شيوخ كار العملة عن شراء الدولار الذي من شأنه أن يحقق لهم أرباحاً هائلة؟

في السوق السورية المضطربة والتي يدخل المركزي إليها كأحد المضاربين، هناك سوق كبيرة وواسعة ينتشر فيها القطع الأجنبي، يمكن للصيارفة شراء الدولار منها دون حسيبٍ أو رقيبٍ من قبل المركزي، ويعتبر أحد الصيارفة الذي فضل عدم ذكر اسمه أن شراء الدولار من خارج المركزي أفضل من أن يكون موثقاً لديه، لا سيما أننا لا نأمن لجانب المركزي، فمنذ فترة ومن أجل تحقيق ضربة إعلامية لا أكثر ولا أقل، قام باعتقال الصيارفة وإغلاق مكاتبهم وبث اعترافاتهم، ومصادرة ما يملكون من الدولار، في حين أنه كان مصدرها، ونحن لا نريد الدخول في هذا النفق.

وامتناع الصيارفة عن الشراء أدى إلى ارتفاع سعر الصرف إلى حدود 172 ليرة، وإن كان انخفض في اليومين الفائتين إلى 168 ليرة، لكنه تذبذب طبيعي حسب ما يشير أحد الصيارفة، فحركة البيع فعلياً قليلة، فالحركة الاقتصادية ضعيفة، وأكثر ما يحرك السوق الآن هو امتناع المركزي عن تغطية كامل البوالص الخاصة بالاستيراد، ما يجعل التجار أمام خيارٍ وحيد وهو شراء الدولار من السوق.

خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه تساءل لماذا يلجأ المركزي إلى بيع شركات الصرافة بدلاً من بيعها للمصارف العاملة في السوق السورية، والتي بدورها تقوم بتمويل المستوردات؟، فالغاية في نفس المركزي تكمن في استمرار عمليات المضاربة وفق ما يناسبه، وما يترتب على كل ارتفاع من تحليق في أسعار المنتجات في الأسواق، والذي يحقق له أرباحاً كبيرة.

ويشير الخبير إلى أن شركات الصرافة تعي أنها قادرة على تأمين القطع الأجنبي بمعزل عن المركزي، من منطق "ابعد عن الشر وغنيلو"، وبالتالي بإمكانها البيع والشراء بشكل مريح أكثر.

ترك تعليق

التعليق