جولة سياحية لصحفيي وفناني النظام على حدود التماس مع الحرب

يحدث في سوريا أن تقوم وزارة السياحة في حكومة النظام بتنظيم جولة سياحية للصحفيين والفنانين في صيدنايا المدينة التي يشهد محيطها مواجهات مستمرة بين قوات المعارضة والنظام.

وفي الوقت ذاته بدأت الوزارة بالترويج للسياحة السورية التي كانت تساهم بنسبة تصل إلى 12 % من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك تحت شعار "سوريا تشرق من جديد".

وبينما لا يجد السوريون مكاناً لهم في بلادهم ليكون أكثر من نصف الشعب السوري نازحون داخل وخارج البلاد، تريد وزارة السياحة السورية استقطاب السياح، في حين أن أول شروط السياحة هي ضمان السلامة الشخصية للقادمين.

معظم المنظمات الإنسانية باتت تعتبر سوريا البلد الأخطر على الحياة، حيث يعيش الناس صدفةً، لكن وزارة السياحة تعتبر أن هذه الرحلات تأتي "لإظهار أن زيارة المواقع السياحة لا تنطوي على مخاطر رغم الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام".

السياحة التي انعدمت إيراداتها بعد أن تجاوزت 300 مليار ليرة في العام 2010، تحولت في ظل اقتصاديات الحرب التي تشهدها البلاد إلى مشلولة تماماً، حيث السياحة الوحيدة الرائجة في سوريا هذه الأيام هي "سياحة القتال" إن صح التعبير حسب ما يشير خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه، منوهاً إلى أنه من المضحك الحديث عن سياحة في بلدٍ تشهد أقسى كارثة إنسانية، فإذا كانت شركات الطيران تقاطع سوريا، ولا يوجد شركات تأمين يمكن أن تؤمن على أي زائر، ويتساءل الخبير من سيضمن للزائر حياته، وعدم تعرضه للخطف أو القتل أو الاعتقال.

ويضيف الخبير أن السياحة تعتبر "تيرومتر" الاستقرار العلاقة بين الاثنين طردية لا يمكن قيام سياحة في ظل أي خلل في استقرار البلاد.

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن الحكومات المتعاقبة في سوريا كل همها هو إرضاء القيادة السياسية، وما نفذته وزارة السياحة يأتي ضمن هذا الإطار بمعنى آخر "تبييض وجه" إن صح التعبير، هم يعرفون تماماً أنهم غير قادرين على جذب أي سائح ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تنشط السياحة في ظل الحرب التي طالت حتى الدول المجاورة ففي لبنان مثلاً لم يعد هناك تعويل على السياحة بسبب الحرب في سوريا.

وسبق لوزارة السياحة خلال السنوات الثلاث الماضية أن نظمت ملتقى الاستثمار السياحي الذي في العام 2010 لم يستطع جذب إلا بضعة مشاريع تُعد على أصابع اليد الواحدة.

 

ترك تعليق

التعليق