الياسمين الدمشقي يفوح في شوارع وأزقة العاصمة الأردنية

يعيش الأردنيون واللاجئون السوريون في العاصمة الأردنية عمان، منذ قبيل أول أيام عيد الفطر، أجواء دمشقية عتيقة بفضل انتشار محلات حلويات ومرطبات سورية في المملكة.

ففي غرب العاصمة، وعلى شارع المدينة المنورة المزدحم، يشعر المواطن أو اللاجئ وكأنه في سوق الحميدية بالعاصمة السورية دمشق، حيث يشم رائحة الياسمين الدمشقي بينما يتوافدون على محل بكداش للبوظة (حلوى مجمدة).

وعقب اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، وجدت بعض المتاجر في سوريا نفسها تكابد خسارة كبيرة جراء انعدام السياحة الخارجية والداخلية، مما دفعها إلى التوسع خارج سوريا والبحث عن أسواق جديدة، فكان الأردن صاحب النصيب الأكبر من هذه المتاجر بحكم الارتباط الجغرافي والثقافي بين البلدين.

وقال محمد النجار، وهو لاجئ سوري، لوكالة الأناضول: "لم نتخيل يوما أن ينتقل بكداش للعمل في الأردن، ومن الجميل تذوق هذه البوظة في عمان مما يشعرك بأنك تجلس في بلدك".

غير أن المحل شكل فرحة مختلطة بالحزن للاجئين السوريين، إذ إنه يذكرهم بدمشق القديمة وحاراتها وشوارعها.

ويصعب على زائر المحل إيجاد طاولة يجلس عليها لتناول طلبه من البوظة جراء اكتظاظ المحل على الدوام، مما يجبر الكثير على حمل البوظة لتناولها في السيارة أو في الشارع.

ومحل بكداش بالنسبة للسوريين أكثر من مكان لبيع البوظة، لأنه يعتبر من أوائل المحال العربية في هذا المجال، حيث يملك تاريخا يزيد عن 115 عاما، إلا أن الأزمة السورية أجبرت المحل على نقل أعماله إلى عمان بعد شراء أردني امتيازه ليذكِّر أهل دمشق بأجوائها القديمة.

وعلى بُعد أمتار قليلة تسمع شبابا سوريين مبتسمين يدعون المارة باللهجة السورية إلى دخول محل للحلويات للاستمتاع بمذاق البقلاوة والحلويات الشامية.

ويرتدي هؤلاء الشباب الزي الدمشقي (قميص يعلوه صدرية مع وشاح يعصب به الرأس)، ويحملون في أيديهم دلال (أباريق) القهوة العربية وآنية تحوي حلويات لإغراء المتسوقين ودفعهم لدخول للمحل وشراء الحلويات.

وقال عامل في المحل، اسمه أبو العز وهو لاجئ سوري: "كنت أعمل في دمشق في المجال نفسه.. كنت أعمل على استقبال الزبائن وتقديم شرح عن نوعية الأصناف ومكوناتها".

وتابع إن "المحل حقق تميزا وانتشارا واسعين في الأردن بعد أن ذاع صيته، وبات من بين المحال الأولى في المملكة بفضل أجوائه الدمشقية وطعم منتجاته اللذيذ".

وتحوي محافظات إربد (شمال) والزرقاء (شرق)، إلى جانب عمان، عشرات المحال المختلفة التي انتقلت من سوريا للعمل في الأردن.

والأردن من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية منذ اندلاعها واستقبالا للاجئين، بسبب طول الحدود بين البلدين.

ترك تعليق

التعليق