وزير التربية في "المؤقتة" للـ "الأناضول": اعتماد "الجمهورية العربية السورية" في الشهادات الثانوية

أكد وزيرالتربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، محي الدين بنانة، أن أزمة اعتماد اسم الدولة في الشهادات الثانوية، قد حلت مع اعتماد الأسم الحالي، وهو الجمهورية العربية السورية، المعترف به عربيا وعالميا.

جاء ذلك في حوار أجراه معه، اليوم الثلاثاء، عبر الهاتف، مراسل الأناضول، أوضح فيه أن "الوزارة تعمل بالأطر القانونية، بعيدا عن الاتفاقيات السياسية بين الأطراف"، مشيرا إلى أن "الوزارة لم تتلق من الائتلاف أي رد بخصوص هذا الأمر".

وأضاف أن "الرد الوحيد جاء من ممثلية الائتلاف بمدينة غازي عنتاب، باعتماد اسم الجمهورية العربية السورية"، لافتا إلى أن "المجتمع الدولي اعترف بالائتلاف الوطني سياسيا، إلا أنه لم يتم الاعتراف به قانونيا، لذا لا يمكن تغير اسم الدولة المعتمد، إلا بقرار دولي، أو من قبل الجامعة العربية، إذا أن لكل دولة اسم دولي، وأمور مميزة لها قانونيا".

من ناحية أخرى، شدد بنانة على أن" الطلاب الذين تحصلوا على الشهادة الثانوية، منحوا وثائق باسم الحكومة المؤقتة، وبعد التسجيل في الجامعات، طلبت الشهادة الأساسية، التي لا تعطى إلا باسم دولة، والوزارة لا تعمل إلا بالأطر القانونية"، لافتاً إلى أن "الأزمة حلت بالفعل، ووزع قسم من الشهادات، على أن توزع البقية لاحقا"، ومؤكداً أنه "لا توجد مشكلة حاليا وأصبحت من الماضي، والطلاب مرتاحون من ذلك"، وأن "الوزارة ستعمل في هذا المضمار إلى أن يأتي ما يناقضه".

واعتبر أن "تغيير اسم الدولة يمكن أن يتم من قبل هيئة دستورية، مكلفة من برلمان منتخب بطريقة ديمقراطية، بعد تحرير كامل التراب السوري، وهذه العملية تتم في الدولة المدنية"، مشيرا إلى أن "من انتظر 40 عاما من الممكن أن ينتظر قليلا أيضا".

من جانب آخر، أعلن بنانة أن "العام الدراسي الجديد سيبدأ في 23 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث وضعت الوزارة تقويما متكاملا حددت فيه بداية كل فصل، وفترة الامتحانات النصفية والنهائية وامتحانات الثانوية، فضلا عن العطلة الانتصافية، وأن هذا التقويم ملزم للمدارس التي تشرف عليها الوزارة".

وأضاف أن "الوزارة تشرف على عدد لا بأس به من مدارس الداخل، والمدارس في دول الجوار التي يتواجد بها لاجئون سوريون"، موضحا أن "الوزارة ستشكل هيئة في كل ولاية تركية، بالتعاون مع وزارة التعليم الوطني التركية، التي تفهمت ممثلة بوزيرها، الكارثة التعليمية في سوريا"، على حد وصفه.

وشكر بنانة "الحكومة التركية على المساهمة في العلمية التعليمية، حيث قدمت أكثر مما هو متوقع، وبشكل هام اعتراف وزارة التعليم الوطني التركية، بالشهادات الثانوية العامة"، مضيفا أن "طباعة الكتب مستمرة في الوقت الحالي، والمنهاج المعتمد هو المنهج السوري المعدل، والذي خضع للتنقيح هذا العام".

وبيّن أنه "سيتم توزيع الكتب قريبا، بعد أن أزيل كل ما يتعلق بالنظام البائد، واستبداله بأخرى تتغنى بالحرية والديمقراطية والحوار وحب الوطن واحترام القانون، وبما يجب توجيه الطلاب به"، آملاً أن "تكون المناهج موحدة في الداخل السوري ودول الجوار".

وأفاد الوزير أيضا أن "الوزارة يقتصر عملها حاليا على الإشراف، والسبب هو عدم وجود سيولة مادية، وجميع المدارس الموجودة حاليا هي بجهود متبرعين وداعمين في سوريا وخارجها، وهناك معلمون يعملون بشكل تطوعي".

وفي سياق آخر، كشف بنانة أن "الوزارة بالتعاون مع الجانب التركي، أطلقت فكرة عقد مؤتمر للتعليم لدول أصدقاء سوريا، ومن المنتظر انعقاده الشهر المقبل، وقد تأخر بسبب الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تركيا، وتشكيل حكومة جديدة، وسيكون خاصا بالتعليم بعيدا عن السياسة والعسكرة والإغاثة".

وأكد أن "الهدف من المؤتمر، هو وضع الضمير العالمي أمام مسؤليته تجاه جيل قد يفقد مستقبله، فهناك 3.5 طفل مليون سوري بعيد عن العملية التعليمية بحسب أرقام منظمة اليونسيف، وهذا الجيل سيكون مشروعا للانحراف الاجتماعي أو للتطرف الديني وهو أمر ملموس حاليا".

وشدد على أن "جميع المشاكل حاليا في دول الجوار، هي بسبب الفراغ الموجود للأطفال والشباب، بلا تعليم أو عمل، مذكرا بأن "الاتحاد السوفيتي بعد انهياره، صدر للعالم المافيا الروسية، التي تفوقت على نظيرتها الإيطالية"، وأكد أن "الوزارة ستدق ناقوس الخطر في هذا المؤتمر".

ترك تعليق

التعليق