وثيقة محدودة التداول تكشف نية النظام مصادرة حي حمصي من أهله المهجرين

تداول ناشطون على "فيسبوك" وثيقة صادرة عن مجلس مدينة حمص التابع لنظام الأسد، تشير إلى قرار المجلس باعتبار جزء من منطقتي "بابا عمرو" و"العباسية"، منطقة مخالفات جماعية، والعمل على تنظيمها.

الوثيقة التي لم يسبق تداولها إعلامياً، مؤرخة في 23/9/2014، وتشير إلى خلاصة مناقشات مجلس مدينة حمص بخصوص المخطط التنظيمي المقترح لبعض أحياء المدينة.

ما يلفت في الوثيقة أنها أشارت إلى أنه ستتم "المحافظة على حقوق الشاغلين الفعليين القاطنين وواضعي اليد أصولاً" في حي باباعمرو. ومن المعلوم أن معظم سكان الحي نزحوا منه تحت وطأة ضربات نظام الأسد الذي اجتاحه مطلع العام 2012 بعد حرب شرسة على فصائل الجيش الحر التي كانت تتمترس فيه.

وكان الحي الحمصي المذكور من أبرز الأحياء فاعلية في الحراك الثوري ضد نظام الأسد، في مرحلته السلمية، وفي مرحلته المسلحة أيضاً. لكن الأخيرة انتهت بسيطرة جيش النظام عليه، ونزوح غالبية أهله عنه.

وتساءل ناشطون عن هوية "الشاغلين الفعليين القاطنين وواضعي اليد أصولاً" في الحي الفارغ من أهله، والذي يخضع اليوم لسيطرة نظام الأسد والشبيحة التابعين له.

ويعتقد مراقبون أن المشهد لا يعدو كونه خطوة جديدة في سياق "شرعنة" التغيير الديمغرافي الحاصل في حمص، لصالح فئات اجتماعية موالية، على حساب سكان الحي الأصليين، المناوئين للنظام.

وليست حالة "باباعمرو" الأولى في سياق مسعى النظام لتغيير ديمغرافيا المناطق المناوئة له. إذ بدأت مساعي النظام في بعض الأحياء الدمشقية التي عُرفت بالحراك ضده، عبر اعتبارها مناطق مخالفات وإدخالها في مخطط تنظيمي يطرد بعض سكانها، ويجعل الباقي منهم أقلية. من أبرز هذه الأحياء، كفرسوسة القديمة، وبساتين المزة (خلف مشفى الرازي) بالعاصمة دمشق.

ترك تعليق

التعليق