خبير مالي: انخفاض الليرة التركية يعيق استثمارات المصارف العربية الكبرى في تركيا

 قال "عدنان احمد يوسف" - عضو مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، ورئيسه السابق - : " إن انخفاض قيمة الليرة التركية؛ يعيق استثمارات كبرى المصارف العربية في تركيا، والتي لديها رغبة كبيرة في ذلك ".

جاء ذلك في تصريحات الخبير لمراسل الأناضول في إسطنبول اليوم، على هامش الحوار المصرفي العربي التركي الخامس، وفيه أكد أنه "فيما لو فتح باب الاستثمار للمصارف العربية الكبيرة للدخول إلى تركيا، فإن لديها رغبة كبيرة في ذلك، ولكن هناك معضلة يجب الانتباه إليها، وهو انخفاض سعر الليرة التركية".

وأضاف أن "هذا الانخفاض يخفف من سرعة الاستثمارات في البلاد، فعندما تجلب في الاستثمارات عملة أجنبية، فإنها وبشكل تلقائي تخسر 10-15% من قيمتها خلال سنة أو سنة ونصف".

ومضى بالقول: "لذلك يجب ان تكون هناك آلية لوضعها؛ من أجل تحسين الاستثمارات التي تدخل تركيا، وإبعادها عن انخفاض سعر الليرة التركية"، كاشفا أنه "تحدث مع نائب رئيس الوزراء التركي علي باباجان إحدى المرات عن ذلك، بأن سعر الليرة التركية لها تأثير في مجال الاستثمار وتحويل الأرباح، فيجب وضع آليات لها لتجنب المستثمر من الخسارة".

 كذلك كشف الخبير أنه "أُثير في اجتماع اليوم من الحوار المصرفي، من قبل الدكتور احمد محمد علي، مبادرة جيدة، طلب من خلالها تشكيل فريق ما بين الأتراك والأعضاء في اتحاد المصارف العربية؛ من أجل تفعيل آلية تطبيق التعاون التركي العربي، فهذه الآلية ستخلق تطورا في العلاقات بين تركيا والدول العربية"، على حد تعبيره.

أما فيما يتعلق بجديد الحوار هذا العام، فقد بيّن يوسف أن "هناك تغيرات في المنطقة، والطرفان يتواصلان خلال خمس سنوات، وحدثت في المنطقة أحداث أثّرت على موضوع الحركة الاقتصادية في المنطقة، وانعكست على الصادرات والواردات التركية، ولكن الوضع في السنتين الأخيرتين، ما زال كما هو، حيث لم يكن هناك انخفاض في الصادرات والواردات بين تركيا والدول بل زادت، وتجاوز مجموعها في 2014 حاجز 45 مليار دولار، ويدل ذلك على نمو في الصادرات والواردات".

وأشار إلى أن "هناك تعاون مصرفي، وأن السقوف التي تعطى من الجانب العربي للبنوك التركية؛ تتجاوز 20 مليار دولار، وهو رقم كبير، كما أن هناك تعاون كبير بين البنوك العربية، الخليجية خاصة، والبنوك التركية، وإن مجموعة البركة المصرفية - التي يعمل فيها الخبير أيضا - متواجدة في تركيا من 30 عاما، ولديها أكثر من 220 فرعا، وأرباح البنك من أفضل المصارف في الاتحاد"، على حد وصفه.

كذلك لفت إلى أنه "ليست هناك مشكلة في العلاقات التركية العربية، بل إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة للسعودية؛ ستعزز من العلاقة المتميزة بين أنقرة؛ والرياض التي تعني دول الخليج، إضافة إلى أن التشاور والتحاور بين الأصدقاء شيء جيد، وسوف يدفع التعاون الاقتصادي بين الدولتين إلى المزيد".

وشدد على أن "القطاع الخاص العربي لم ينقطع، وواصل استثماراته في تركيا، فيما الاستثمارات التركية لا تعاني من مشاكل في الدول العربية وخاصة الدول الخليجية؛ لأنها مفتوحة لرؤوس الأموال والاستثمارات".

وانطلق في مدينة إسطنبول اليوم الخميس؛ الحوار المصرفي التركي والعربي الخامس، بعنوان مؤتمر اتحاد المصارف العربية، قمة العشرين وقمة مجموعة الأعمال، G20، التوقعات العربية من قمة مجموعة العشرين برئاسة تركيا.

ويناقش المصرفيون الأتراك والعرب على مدار يومين؛ قضايا مصرفية واقتصادية متعددة، منها كيفية تعزيز الاقتصاد الرقمي في تمويل التجارة، وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومناقشة المسودة الأولى للتقرير التقييمي الاقتصادي العربي - الصادر عن اتحاد المصارف العربية - للتوقعات العربية من اجتماع قمة العشرين في تركيا.
 
مادة ذات صلة:
الليرة التركية تهبط لأدنى مستوى على الإطلاق مقابل الدولار

ترك تعليق

التعليق