في ظل تدهور الليرة...أنصار النظام يشككون بجدوى تدخل المركزي ويتهمون شركات الصرافة

 انعكست جلسات التدخل التي عقدها مصرف النظام المركزي لوقف تدهور الليرة السورية، سلبا على أسعار الصرف. فبدل أن ينخفض الدولار بحسب ما توقع المركزي، ارتفع إلى معدلات قياسية جديدة وصلت إلى نحو 290 ليرة، في خطوة أثارت التساؤل والاستغراب لدى مؤيدي النظام عن الجدوى من التفريط بالعملات الصعبة إذا كانت النتيجة ستكون عكسية.

 وبحسب مراقبين، فإن اقتصاد النظام دخل منعطفا جديدا، لم تعد تتحكم به سياسات العرض والطلب كما يعتقد المركزي .. وما الانهيار الذي تواجهه الليرة مقابل الدولار رغم التدخل، سوى دليل على أن نوعا آخر من الاقتصاد بدأ يسود السوق السورية، اقتصاد قائم على الخوف من المجهول ويبحث الخلاص الفردي.

 ويرى أنصار النظام أن إصرار المركزي على الاعتماد على شركات الصرافة الخاصة لوقف انهيار الليرة السورية بات واضحا أنه السبب الرئيسي في هذا الانهيار .. فهي مؤسسات تجارية أولا وأخيرا، يهمها تحقيق أكبر قدر من الأرباح .. بل على العكس فإن النظام يقدم لها خدمة كبيرة عندما يبيعها الدولار بـ 250 ليرة مثلا، بينما سعره في السوق السوداء 290 ليرة .. فهي في هذه الحالة تحقق هامش ربح كبير من هذه العملية، في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على الدولار مع تردي الأوضاع السياسية في البلد .. فلماذا يستمر المركزي ببيع الدولار لهذه الشركات فيما كبار المسؤولين اتهموها بالفساد .. ؟

 وكان رئيس حكومة النظام أعلن نهاية العام الماضي في اجتماع اتحاد نقابات العمال، أنه تم إغلاق شركتين من كبرى شركات الصرافة إغلاقا نهائيا وسحب ترخيصهما، وسجن عشرات الأشخاص ممن يتاجرون بالعملة السورية، مشيرا إلى أن عدد الشركات التي تم مخالفتها بالإغلاق لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر وبغرامات مالية، تسع شركات من أصل 35 شركة عاملة في السوق. كما أعلن "مصرف سوريا المركزي"، أنه تم ضبط 35 شخصا بجرم مخالفة التعليمات في بيع القطع الأجنبي والمضاربة والإتجار به، وكان من بينهم 7 صرافين كبار ممن يتعاملون بمبالغ تصل إلى مليار ليرة سورية، إضافة إلى نحو 7 شركات صرافة. كذلك سحبت حكومة النظام خلال عام 2013، تراخيص 7 شركات صرافة مخالفة للأنظمة والقوانين، وذلك بهدف الحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة السورية.

 إن السر يكمن، بحسب مراقبين مقربين من النظام، في هذه الشركات .. فهي بالأساس وعندما تم الترخيص لعملها، شكلت عبئا كبيرا على الاقتصاد، وتلاعبت بالليرة السورية الفاقدة أساسا للقدرة على المنافسة بين العملات الأخرى .. نظرا لأن المركزي هو الذي يتدخل بتسعيرها وليس السوق. لذلك يرى هؤلاء المراقبون، أن شركات الصرافة ليست إلا امبراطوريات مالية تابعة لرجالات النظام، تقوم بالمتاجرة لصالحهم، الذين يقومون بدورهم بتهريب الدولارات إلى البنوك الخارجية.


ترك تعليق

التعليق