عامر...فتى سوريّ يتسول لشراء دواء لأمه المريضة

 حولت الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 15 آذار 2011 الكثير من العائلات السورية إلى متسولين، وذلك بسبب الفقر وغياب فرص العمل والنزوح واللجوء وارتفاع الأسعار، فيما يمارس البعض أعمال التسول طمعاً بالمال الذي قد يجنيه من عمله هذا، حتى بات مهنة متوارثة في بعض العائلات.

يرصد تقرير أعده "المركز الصحفي السوري"، وتلقت "اقتصاد" نسخة منه، حالة فتى سوري يتسوّل لشراء دواء لأمه المريضة بالسرطان.

"عامر" (ابن 13 عام) هذا الفتى الذي أكل التعب والإرهاق من جسده الصغير، ليجمع ثمن علبة الدواء لأمه المريضة بسرطان الثدي، يعيش "عامر" وحيداً مع أمه المريضة في منزلٍ صغير بريف إدلب الجنوبي، وهو ينتظر والده المعتقل منذ عامين عند نظام الأسد، يخرج "عامر" صباحاً إلى القرى المجاورة، ليبيع بعض الحلوى التي تصنعها له أمه، ويشتري منه بعض الأطفال والبعض الآخر يعطيه المال بدون مقابل، ليعود في نهاية اليوم وقد جمع مبلغاً لا يتجاوز 700 ليرة سورية، يجع "عامر" المال ليشتري في نهاية الأسبوع علبة الدواء لأمه، حيث تحتاج أسبوعياً إلى علبة دواء بـ 5 آلاف ليرة سورية.

"أبو صالح" لديه دكان صغير في الشارع الرئيسي يقول: إن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة أصبح يدفع الكثير من المواطنين الفقراء إلى ممارسة مهنة التسول، لأنه ما من طريقة أخرى بنظرهم لكسب الأموال، ولا أحد ينكر بأن سوريا تمر بأزمة خانقة وهناك الكثير أصبح عاطلاً عن العمل لذلك وجدوا التسول أفضل طريقة لكسب الأموال، لا يكاد يأتي يوم إلا ويدخل على دكاني أحد المتسولين، وأضاف أيضاً: ليس بالضرورة أن يكون المتسول معدوماً، فبعضهم قد امتهن التسول ويجمع منه أكثر بكثير من قوت يومه، بل يصل به الأمر ليجعل الأسرة بأكملها تتسول في الشوارع والأسواق وأمام المساجد بطريقة مزعجة جداً للمارة حيث يكون إصرارهم وتذللهم سيء للغاية.

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد أشارت في تقرير لها أن عدد النازحين السوريين الذين يمارسون التسول في إسطنبول قلب العاصمة الاقتصادية التركية يزداد باستمرار ويزعج سكان المدينة، الذين رفعوا في الأسابيع الأخيرة آلاف الشكاوى إلى السلطات. ووفقا للاحصاءات الرسمية، اعتقلت الشرطة حتى الآن 500 أسرة، ونقلتها طوعاً الى مخيمات في جنوب شرق الأناضول. لكن شرطة البلدية ملزمة بالافراج عن المتسولين على الفور من دون اتخاذ أي إجراءات قانونية ضدهم لأنهم يتمتعون بوضع النازح.

وتستضيف تركيا حالياً أكثر من مليون نازح سوري، يعيش 20% منهم فقط في المخيمات، والباقي موزعين في المدن التركية منهم من وجد عملاً ومنهم من امتهن التسول، والمشكلة تقع على عاتق المعارضة والمنظمات الإغاثية الموجودة على بعد أمتار منهم، وذلك حسب وصف "المركز الصحفي السوري".

ترك تعليق

التعليق