نازح من الرستن يتغلب على صعوبات الحياة بالاختراعات

ابتكر نازح من مدينة الرستن بريف حمص منزلاً من الحديد والمواد التي استطاع جمعها من مخلفات القصف الذي طال مدينته، وتمكن من تصميم اختراعات أخرى مثل مروحة لتوليد الطاقة الكهربائية وأدوات للطهي، وأدوات للزراعة وأمور عديدة أخرى تساعده في التأقلم والتكيف مع وضعه الجديد بعد نزوحه إلى المزارع القريبة، كما أفادت "وكالة سمارت للأنباء"، التي بثت شريط فيديو على "يوتيوب" للمبتكر السوري، ويدعى أبو عماد.

 وأظهر الشريط منزله الذي انتصبت أمامه قاعدة حديدية يعلوها دولاب هواء، وأشار صاحب الابتكار إلى أن منزله مبني من بقايا أبنية مهدمة مثل ألواح التوتياء المضغوطة، جمعها بواسطة اللحام لتشكل ما يشبه الديكور. ويتألف المنزل المشاد من غرفتين ومطبخ ومنافع، وداخل المنزل شرح أبو عماد أحد ابتكاراته المتمثل في تلفزيون ذو طاقة كهربائية منخفضة، لأن المنطقة تفتقر إلى الكهرباء-كما قال-، مشيراً إلى أنه زوّد هذا التلفزيون بكهرباء من دولاب الهواء ويمكن تحويل هذه الكهرباء إلى 220 عند الحاجة.

وخارج منزل أبو عماد بدا العديد من البيوت الزراعية البلاستيكية التي زرع فيها نباتات متنوعة يتم سقيها بواسطة أنابيب التنقيط، وتم تزويد البيوت بموازين حرارة، ولكون المنطقة التي يسكن فيها شحيحة بالمياه– كما قال أبو عماد- لجأ لاستثمار مياه الأمطار التي يتم تجميعها على الأسطح، وتتسرب بواسطة مزاريت تم تركيبها لتسقط في خزان ماء، ومنه تصل المياه بواسطة أنابيب تحت الأرض إلى المزروعات.

 وأشار أبو عماد إلى جهاز اخترعه للاستغناء عن المحروقات والوقود النادرة أصلاً في المنطقة، وهذا الجهاز عبارة عن تنكة ومروحة شبيهة بالبابور تعتمد على الزيت المحروق، ونظراً لعدم توفره أيضاً في بعض الأحيان استعمل الحطب الناعم لتحضير الطبخ والشاي عليها، وتم تزويد التنكة بمروحة جانبية تعمل على الكهرباء.

ولجأ أبو عماد لتوليد غاز الميتان من خلال خزان في أعلاه صمام، وتم حشو الخزان بنفايات من قشور البرتقال والتفاح وغيرها، وأضيف إليها مواد مثل الكربولا وملح الليمون والخميرة لتفعيل الغازات، ويتم ضغطها بواسطة منفاخ يدوي "طرنبة"، وبعد ضغطها تعطي غاز الميتان، وتم وصل الخزان من الصمام بغاز سفير.
 
وأوضح المخترع النازح أن من أهم الأسباب التي اضطرته لهذه الاختراعات هي الحاجة والواقع الذي يعيش فيه، مضيفاً أن بيته تدمر، وتدمرت معه كل المستلزمات اليومية التي كان يستخدمها، لذلك لجأ لابتكار وسائل تعينه في حياته اليومية انطلاقاً من أن "الحاجة هي أم الإختراع كما يُقال".
 

ترك تعليق

التعليق