هكذا يوظفون مؤيديهم

وزير عمل النظام، خلف العبد الله، ألغى مسابقتين للتعيين في مؤسسة الشؤون الاجتماعية بدعوى التلاعب، وأن أغلب الناجحين هم من أقارب موظفي المؤسسة، وهذا ما حصل في عام واحد، وهذا الإجراء يعتبر شجاعاً في نظام قائم على الوساطة والمحسوبيات والطائفية.

ومنذ بداية الثورة، بدأ النظام الطائفي باعتقال الموظفين المعارضين وزجهم بالسجون ومن ثم بدأ بقتلهم، واستبدلهم عبر مجموعة من القرارات الداخلية التي أوكلها للمحافظين والمدراء العامين بتعيين من هم أكثر ولاء وتحديداً من أبناء الطائفة العلوية، واستقدم كثيراً منهم بقرارات نقل وندب.

حمائم قاتلة

القطاع الأعرض الذي يوظف فيه النظام مؤيديه قبل اندلاع الثورة كان التمريض، وأغلب موظفات مدارس التمريض هن من الطائفة العلوية، نظراً لكون الأغلبية منهن لا يحملن سوى شهادات إعدادية، فيتم تأهيلهن لدخول هذا القطاع، وبعد الثورة، قام النظام برفد هذا القطاع الحساس بالمزيد من الممرضات الحاقدات، واللواتي أسهمن في قتل الكثير من جرحى المظاهرات في المشافي العسكرية 601- تشرين أو في مشافي الجامعة كالمواساة والمجتهد.

تطور عمل "حمائم الأسد" مع مجموعة من الأطباء، وأصبحن يقطعن أجساد الثوار والمعارضين وينتزعن أعضائهم، وهذه التجارة صارت رائجة في المشافي السورية "الأسدية"، أضف إلى ذلك إرسال الجثث إلى كليات الطب من أجل الدروس العملية (الستاجات).

والتوظيف لا يتطلب إلى موافقة المدير العام، وبأحسن الظروف وزير الصحة، وهذه الحمائم يكفل لها قانون النظام التنقل مع أزواجهن، وأغلبهن نساء ضباط أو صف ضباط، فيتنقلن من مشفى لآخر لممارسة القتل والبيع.

الشواغر الإجبارية

قبل الثورة، كان شباب الوطن يتمنون نصف فرصة عمل من أجل أن لا يحسبوا على جموع العاطلين من خريجي المعاهد والجامعات، ولكن دون جدوى، ولكن خروج 300000 موظف بالتقديرات، وحسب إحصائيات محلية، من سوق العمل والكادر الحكومي، أدى إلى اتساع المساحة من أجل تعيين المؤيدين، واستُصدرت قرارات بإعطاء الأولوية لزوجات "الشهداء" وأبنائهم، والمحسوبين على المليشيات المقاتلة، وهذا فتح الباب لتوظيف صديقات الضباط والشبيحة والمخبرين ورجال الأمن.

مواسم العقود والتعيينات

النظام أيضاً لا يريد لهؤلاء المؤيدين أن يشعروا بالطمأنينة والاستقرار، لذلك منح الصلاحيات للمدراء العامين ورؤساء المجالس المحلية والمدن بتعيين هؤلاء بعقود موسمية باستثناء البعض الذي منح عقوداً سنوية، وهكذا امتلأت مكاتب المؤسسات العامة بالنساء والفتيات من أبناء الطائفة العلوية ومن والاها، وكذلك المدارس والمستشفيات والبلديات، التي كان ملاكها 20 عاملاً، فأصبحت تضم 50 عاملاً أغلبهم بلا عمل، ومن كان يحلم منهم بنصف وظيفة أو حتى عامل نظافة في مديرية حدائق محافظة دمشق، صار موظفاً لا يُشق له غبار، يأمر ويرتشي، وهذا أدى إلى فساد أكبر في مؤسسات النظام، أكثر من ذي قبل.

في مكتب التشغيل
 
مكتب التشغيل التابع لوزارة العمل يقوم بإرسال الراغبين بالتعيين للجهات العامة، عبر سيرة ذاتية يملؤها الراغب بالتعيين، وهنا يتم الانتقاء حسب الولاء والدفع.

ومع علم أغلب المتقدمين بهذه المعلومات، إلا أنهم يحاولون في محاولة يائسة للخروج من الفقر والعطالة، على أمل أن يحالفهم الحظ، هذا مع علمهم بأن ما يدفعوه من طوابع وتجديد بطاقة مكتب التشغيل، سيذهب إلى جيوب بعض الموظفين ومدرائهم.

المسابقات الوهمية

السنوات الخمس الأخيرة لم يعلن فيها إلا عن عدد قليل من مسابقات التعيين، وفي جلها كانت للتعيين في وظائف لعمال من الدرجة الخامسة والرابعة، من مستخدمين وعمال عاديين، فيما ركّز النظام على التعيين في وزارة الدفاع وفي مختلف قطعات الجيش، الذي بدأ بالتفكك والانهيار بسبب انشقاق الكثير من العناصر والضباط الذين شهدوا جرائم النظام.

المسابقات التي كان يعلن عنها النظام قبل الثورة كانت غايتها تعيين بعض ممن لديهم الواسطة والمال، (ادفع تُعيّن)، هذا كان شعار المسابقات الرسمية، وهي كما يعرف المتقدمون، وهم آلاف الخريجين والعاطلين، ليست سوى لتعيين هؤلاء ومجرد مسابقة وهمية ليقول القائمون عليها بأنهم يعملون ويضيفونها لملفاتهم.

فقط.. الوظيفة لنا

بكل وقاحة النظام ومؤيديه يعلنون أن الوظيفة لهم فقط، ويصل الكثيرون منهم إلى حد الإعلان عن مواقفهم، أن من مع بشار الأسد هو من يستحق الوظيفة، فهم ضحوا ومات أبناءهم وإخوتهم في سبيل "الوطن"، أما البقية فهم إما ارهابيون أو بيئة حاضنة للإرهاب وأهله.

في هذه المكاتب، يمارس المؤيدون سطوتهم وسلطتهم فقط، لأنهم من طائفة ما أو داعمون للقاتل الكبير، وعلى البقية أن يطيعوا الأوامر.

ترك تعليق

التعليق