أمريكا تنتزع أول حقل نفط سوري من تنظيم "الدولة"

 قصفت طائرات التحالف، خلال الأسبوع الماضي، حقول النفط جنوب شرق محافظة الحسكة بشكل مكثف، ممهدة الطريق أمام مسلحي تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، للسيطرة على عشرات الآبار النفطية في حقل "تشرين" في محيط بلدة "الهول" الهدف الأول للقوات المدعومة أمريكياً، ضمن حملة عسكرية تهدف للسيطرة على كامل الريف الجنوبي للمحافظة.

وقال خبير نفطي في حقول "الجبسة"، طلب عدم ذكر اسمه إن الولايات المتحدة، التي تقود التحالف الدولي، تحاول حرمان تنظيم "الدولة الإسلامية"، من أهم مصادر التمويل، وهو حقول النفط، حيث شكلت عملية سيطرة الميليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، على حقل "تشرين" النفطي في محيط بلدة "الهول"، تطور جديد لاستراتيجية أمريكا، بالانتقال من قصف الحقول والمصافي البدائية للسكان إلى احتلال هذه الحقول بشكل مباشر.

وتابع الخبير في حديث لـ"زمان الوصل": "يعتبر هذا الحقل، الذي يحوي بئر نفط جنوب شرق الحسكة، أول الحقول التي خسرها تنظيم الدولة، بعد استثمارها عبر وسطاء، بينما لازال يعمل حقل "كبيبة" عبر وسيط، والذي يحوي نحو 96 بئرا.

وأشار إلى أن أكثر من 4000 بئر نفطي تتوزع في الريف الجنوبي للحسكة، على حقول: "كبيبة"، "غونة"، "أبو حامضة"، "تشرين"، و"الجبسة" القديم، الذي كان يحوي مديرية حقول "الجبسة" شرق مدينة "الشدادي"، وجميعها تدار من قبل فروع شركة "دبلن" الكندية أو شركة "الساينوبك" الصينية.

كما يسيطر حاليا التنظيم على 3 معامل غاز تابعة للشركة السورية للغاز Syrian Gas Company (SGC) من أصل 6 معامل، وهي قريبة جدا من معملين آخرين في الشاعر، والفرقلس بحمص، وذلك بعد سيطرته على معمل غاز "شدادي" مع ست آبار غاز يعمل منها أربع، ومعمل غاز الطابية (كونيكو) بريف دير الزور، ومعمل غاز "الهيل" بالرقة.

وتضم مديرية حقول "الجبسة" التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" آلاف الآبار منتشرة بحقول "شدادي" وحقول ريف دير الزور، وحقول "الطبقة" بالرقة، وحقل "الحفر" بحمص، وتحاول أمريكا تدميرها للإضرار باقتصاد التنظيم، حسب الخبير.

ومن جهتها قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن واشنطن، وعلى مدار أشهر، أحبطت من قدرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على استمرار إنتاج وتصدير النفط، فيما وصفه وزير الدفاع الأمريكى "آشتون كارتر" مؤخرا بأنه ركن أساسي فى البنية التحتية المالية للتنظيم، ويوفر حوالى 40 مليون دولار شهريا، أى حوالى نصف مليار دولار سنويا بحسب تقديرات وزارة الخزانة الأمريكية.

فى حين أن الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة قد وجهت ضربات دورية على المصافي النفطية ومنشآت الإنتاج الأخرى فى شرق سوريا تخضع لسيطرة التنظيم، إلا أن مهندسي التنظيم استطاعوا أن يصلحوا الضرر سريعا ويحافظوا على تدفق النفط، على حد قول المسؤولين الأمريكيين.

وشكلت الولايات المتحدة تحالفاً جديداً، تحت اسم "قوات سورية الديمقراطي، في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وزودته بالأسلحة، بهدف محاربة تنظيم "الدولة"، حيث بدأ مسلحو التحالف، الذي تشكل مليشيات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي عموده الفقري، بأولى حملاتهم العسكرية بدعم جوي من التحالف الدولي في ناحية "الهول" شرق الحسكة، والتي تحوي حقل "تشرين" النفطي.

ترك تعليق

التعليق