150 مليون ليرة شهرياً لإنارة بعض أحياء حلب

يستمر انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن مدينة حلب لليوم الـ29 على التوالي، الأمر الذي لا يعد جديداً، فحلب بدون كهرباء فعلياً منذ ما يزيد عن العامين، إلا من بعض الساعات القليلة اليومية، ما جعل البيوت والمحال والمنشآت تعتمد المولدات الكهربائية لإدارة عجلة ما تبقى من الحياة في المدينة.

والواقع الكهربائي الراهن لـ "حلب" يتجسد في ضرورة إصلاح خط الزربة، وإقلاع المحطة الحرارية، إلا أن عدد ساعات التغذية لسكّان الأحياء الغربية، بقيت تراوح ما بين ساعة وساعتين (في أفضل الأحوال)، الأمر الذي أدى إلى انتشار المولدات الصغيرة والكبيرة على جميع الأرصفة والمحال والأسطحة وما يرافقها من ضوضاء وأجواء منفرة ووقود.

 ولا يمكن اعتبار الكهرباء ترفاً، حيث أنه لا حياة لباقي القطاعات بدونها، لذا فإن سكان شطري حلب يريدون حلولاً أكبر من إصلاحات الشبكة، إلا أن أزمة الكهرباء لم ولن تنتهي في الظروف الحالية.

 أما تبريرات انقطاع الكهرباء من قبل النظام والمعارضة، هي عينها، مكشوفة للجميع، وبهذا الصدد، نحاول هنا سرد أنواع الخطوط الكهربائية المغذية للمدينة، وأوضاعها الحالية في ظل القصف المستمر من قبل النظام:

 * الخط 66، يصل مدينة حلب بمحطة توليد الكهرباء عند سد الفرات في الرقة، استطاعته قليلة، وهو خارج عن الخدمة منذ أكثر من عام ونصف.

 * خط زيزون، ويمر من مدينة إدلب وهو الخط الأكبر من حيث الاستطاعة.

 * خط المحطة الحرارية، وتمر خطوط النقل هنا من مطار النيرب إلى المدينة، ضمن مناطق تقع تحت سيطرة النظام بشكل كامل دون المرور بمناطق سيطرة الجيش الحر. الخط خارج عن الخدمة منذ 14 آب الماضي، بسبب قصف النظام بالبراميل المتفجرة على محيط المحطة الحرارية التي تقع تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما أدى إلى تعطل أنابيب الغاز الواصلة إلى المحطة. وتبلغ استطاعة هذا الخط حوالي 150 إلى 200 ميغا واط ساعي، وكان يغذي المدينة بـحوالي 46 ميغا، ذلك أن حصة النظام من المحطة تبلغ 40% فقط.

* خط حماة الزربة، ويعد الخط الوحيد المتواجد في الخدمة لمدينة حلب، ويتم إصلاحه حالياً بعد تعرضه لقصف النظام، وتبلغ استطاعته حوالي 200 ميغا واط ساعي، ولكن تتم تغذيته بحوالي 100 ميغا واط فقط. وتبلغ حصة النظام من هذا الخط 40%، ومناطق الجيش الحر 60% والتي يتم عبرها تشغيل محطة سليمان الحلبي، إلا أن كمية التيار الواصلة قبل الأزمة الحالية لا تتجاوز 10 ميغا، وهي كمية لا تكفي لتشغيل شيء مع العلم أن هناك جهود لإصلاح خط التغذية الوارد من زيزون (ريف حماة)، وتوليد كمية مماثلة لـ 10 ميغا عبر مولدات الديزل يحتاج إلى ما لا يقل عن 1500 ليتر مازوت في الساعة، وتبلغ تكلفتها قرابة 20 ألف ليرة سورية ساعيّاً، أي نحو خمسة ملايين ليرة في اليوم الواحد، ومئة خمسين مليون ليرة شهريّاً.

ترك تعليق

التعليق