هل يصل سعر النفط إلى نقطة الصراخ في لعبة عض الأصابع؟

انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ نحو ثماني سنوات مسجلة 36 دولاراً للبرميل، وهو سعر يرى فيه مراقبون أنه سيكون لها انعكاسات سلبية كبيرة سواء على المنتجين أو المستهلكين.

وبحسب تقرير لرويترز، أشارت إلى أن انخفاض الأسعار سببه زيادة المعروض من النفط نحو 5 ملايين برميل في اليوم، لافتة إلى أن أوبك سجلت زيادة في إنتاجها هي الأعلى منذ ثلاث سنوات.

وتوقع محللون لرويترز أن تواصل الأسعار انخفاضها ما لم تقم دول أوبك بتخفيض إنتاجها إلى حدود معقولة.
 
من جهة ثانية، رأى محللون في تصريحات لموقع بي بي سي بالعربي، أن زيادة المعروض في أغلبه قادم من نفط العراق، إذ أنها المرة الأولى منذ العام 1979، التي يصل فيها إنتاج النفط العراقي إلى 4 ملايين برميل في اليوم بينما كان خلال العام الماضي يتراوح من مليون إلى 2 مليون برميل.

ويشير مراقبون إلى أن انخفاض أسعار النفط سوف يكون لها منعكسات سلبية كبيرة على المنتجين بالدرجة الأولى وبالذات الدول المصدرة والتي تعتمد موزناتها على النفط ومنها روسيا ودول الخليج العربي وإيران.

ويرى الصحفي والمحلل الاقتصادي، معمر عواد، في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أن ما يجري في أسواق النفط هو لعبة سياسية بامتياز ولا علاقة لقواعد السوق بها، وأطرافها السعودية وإيران وروسيا والأمريكان، لافتاً إلى أن السعودية تضغط على الأسعار كي تخرج بعض المنتجين من السوق عنوة متل فنزويلا، وتكسر يد إيران قبل أن تعود إلى السوق.

وأضاف عواد أنه مما يؤكد أن تراجع أسعار الخام ليس مشكلة اقتصادية وإنما سياسية بامتياز، أنه يترافق مع تراجع مؤشر الاستهلاك العالمي لجميع السلع والخدمات والطاقة بشكل عام.

وأشار عواد إلى أنه لا المنتجين ولا المستهلكين بقادرين على تحمل سعر دون 33 دولاراً للبرميل، معتبراً أن هذا السعر بمثابة نقطة دعم فنية تجعل الكثير من المنتجين يتوقفون عن الإنتاج لأن تكلفة الاستخراج والاكتشاف والنقل مرتفعة، وبذات الوقت لن تكون الدول المنتجة قادرة على ضخ استثمارات جديدة لتطوير حقول جديدة وردف المستهلكين.

ورأى أخيراً أن 33 دولاراً للبرميل هي نقطة الصراخ في لعبة عض الأصابع التي تمارسها الدول المنتجة للنفط.

ترك تعليق

التعليق