لماذا لم يحاول النظام استرجاع حقول نفطه من تنظيم الدولة؟

في الوقت الذي يعاني فيه نظام الأسد من نقص حاد بالمشتقات النفطية ما يضطره لاستيراد حاجته بالعملة الصعبة، كثيرون يتساءلون، لماذا لم يقم النظام ولو بمحاولة واحدة من أجل استرجاع حقول النفط التي سيطر عليها تنظيم الدولة في دير الزور وغيرها من المناطق وهو الذي يملك الجيش والدبابات والطائرات..؟!، و بصيغة أخرى: ما الذي يجعل النظام يرضى بحصة 10 آلاف برميل يومياً فقط ويضطر لاستيراد أكثر من 100 ألف برميل يومياً لتغطية حاجته، بينما حقوله تستطيع أن تؤمن له حاجته وفائض يمكن أن يستفيد منه في الحصول على القطع الأجنبي..؟!

الإجابة على هذا السؤال ليست معقدة ويمكن تبسيطها على الشكل التالي: من المعروف أن من كان يستثمر حقول النفط في سوريا هما شركتان، شركة شل الهولندية البريطانية بالشراكة مع الحكومة السورية وتحت مسمى شركة الفرات للنفط، وشركة توتال الفرنسية، أيضاً بالشراكة مع الحكومة تحت مسمى شركة دير الزور للنفط.. وكانت حصة هاتين الشركتين من النفط السوري ما يعادل 40 بالمئة لكن بشرط أن يبيعانه للحكومة السورية وفق الأسعار العالمية وبالليرة السورية.
 
بمعنى آخر، كانت سوريا تنتج يومياً 370 ألف برميل، كانت حصة الشركتين منه أكثر من 150 ألف برميل والباقي للحكومة.
 
وعندما قامت الثورة السورية، وبسبب العقوبات الدولية على النظام، اضطرت الشركتان للانسحاب بمعداتهما من السوق السورية، الأمر الذي أدى بشكل أوتوماتيكي، لانخفاض الإنتاج بسبب عدم قدرة الحكومة السورية على استخراجه.. لذلك لا يجد النظام من جدوى لخوض معارك مع تنظيم الدولة من أجل استرجاع حقول غير قادر على استثمارها.. وهو يعلم أيضاً أن تنظيم الدولة بمعداته البسيطة غير قادر على استخراج أكثر من 20 ألف برميل يومياً في أحسن الحالات، بينما النظام لن يكون أحسن بكثير فيما لو قرر استخراج النفط بنفسه.

ترك تعليق

التعليق