المنطقة الغربية من درعا تدق ناقوس الخطر جراء "أنفلونزا الخنازير".. والتستر عليه في "مناطق النظام"
- بواسطة عمر الشيخ محمد – خاص - اقتصاد --
- 23 شباط 2016 --
- 0 تعليقات
دق أحد المشافي الميدانية في المنطقة الغربية من محافظة درعا، ناقوس الخطر معلناً عن وجود بعض الإصابات بمرض أنفلونزا الخنازير، شديد العدوى بين المواطنين في المنطقة، وذلك بعد وفاة حالة قيل أنها كانت قادمة قبل عدة أيام من مناطق خاضعة لسلطة النظام.
وقالت مصادر المشفى الميداني، إن "المشفى استقبل حالتين ظهرت عليهما أعراض المرض، وقدم لهما العلاج المناسب، ولكن بسبب وصول أحد المرضى إلى المشفى في مرحلة متأخرة من إصابته بالمرض، أدى ذلك إلى وفاته رغم الجهود التي بذلها الأطباء لإنقاذ حياته، فيما تماثلت المريضة الثانية للشفاء".
ولفتت المصادر إلى أنه وتزامناً مع وفاة أحد المرضى بفيروس أنفلونزا الخنازير، سارعت إدارة المشفى إلى تعليق نشاطات المشفى، والقيام بإغلاقه وتعقيمه، ريثما يتم التأكد من زوال أسباب العدوى.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الإجراء يأتي في إطار الإجراءات المعتادة في مثل هذه الحالة، ويهدف إلى الحفاظ على سلامة الكادر الطبي والفني العامل في المشفى، والحفاظ على المراجعين والحد من انتشار المرض واحتمالات العدوى والإصابة به.
وأكد مصدر طبي في المنطقة الغربية في المحافظة أنه تم تسجيل 9 حالات للمرض في المنطقة الغربية، في ثلاث قرى من المحافظة، داعياً المواطنين إلى اتخاذ كل أشكال الحيطة والحذر، ومراجعة المشافي الميدانية والإبلاغ عن أي حالة مصابة بالفيروس، للعمل على علاجها في الوقت المناسب.
وأشار المصدر وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن إصابات متعددة للمرض سُجلت في مناطق سيطرة النظام، ولاسيما في درعا المدينة والصنمين، ويتم التستر عليها، لافتةً إلى أن المدارس أغلقت في مدينة الصنمين، قبل أسبوع، خوفاً من انتشار المرض بين الأطفال.
الدكتور عبده الشيخ، طبيب الداخلية في إحدى المشافي الميدانية، أكد أن "مرض أنفلونزا الخنازير، هو مرض شديد العدوى، وينتقل بشكل سريع من إنسان مصاب إلى آخر معافى عن طريق الرذاذ المتطاير من العطاس أو السعال أو عن طريق ملامسة أماكن أو أسطح ملوثة بالرذاذ أو عن طريق تقبيل المريض وملامسته بصورة مباشرة".
وأشار إلى أن أعراض المرض تتشابه مع أعراض الرشح والكريب المعتادة، ولكنها تتميز في ارتفاع درجة حرارة المصاب إلى أعلى من 38 درجة مئوية، لأكثر من ثلاثة أيام متتالية، ولا تنخفض بمضادات الحرارة المعتادة، كما وأنها تترافق مع صداع شديد وعطاس وسيلان أنف واحتقان شديد بالحلق، منوهاً إلى أنه إذا كانت الحالة متقدمة تترافق مع التهاب رئوي حاد، قد تؤدي إلى الموت، وهو ما كان مع الحالة التي تحدثنا عنها سابقاً.
وأضاف الشيخ أن "بعض المصابين بأنفلونزا الخنازير قد تترافق حالتهم مع القيء والإسهال"، مؤكداً أن المرض لا يعتبر مرضاً خطيراً، لكنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى التهاب رئوي، وإلى مشاكل حادة في الرئتين، ما قد يتسبب بالموت.
وعن كيفية تشخيص المرض، أشار الشيخ إلى أنه عندما يشك الطبيب بوجود أنفلونزا الخنازير، يقوم بإجراء فحص كامل للجسد، ويستفسر من المريض عن الأعراض التي يشعر بها والحالة الصحية العامة له من الجوانب كافة، وقد يطلب أيضاً أخذ عينة من الأنف لفحصها مخبرياً، للتحقق من الإصابة بالفيروس، لافتاً إلى أن ذلك يتم عادة منذ لحظة الشك بالإصابة بالمرض.
وحول إجراءات الوقاية، أكد على ضرورة عدم الاختلاط القريب أو التلامس مع أشخاص مصابين بأنفلونزا الخنازير والعمل على غسل اليدين بالصابون والماء واستخدام بعض المعقمات التي تحتوي على الكحول التي قد تكون مفيدة جداً.
ودعا إلى الامتناع عن لمس العينين والفم والأنف، إذ أن هذه هي الطريقة التي ينتقل بها الفيروس وإلى الامتناع عن لمس الأسطح التي يمكن أن تكون ملوثة بالفيروس، مؤكداً أن بعض الفيروسات يمكنها أن تعيش لمدة ساعتين أو أكثر على أسطح معينة، مثل مقابض الأبواب، الطاولات في العمل، وأماكن الاختلاط في المدارس، منوهاً إلى أهمية استخدام الكمامات الطبية.
وحول الأدوية العلاجية والإسعافية ومدى توفرها في المشفى، أكد الشيخ أن الأدوية العلاجية للمرض ليست كلها متوفرة في المشفى داعياً الجهات الداعمة إلى زيادة كميات الأدوية الوقائية والعلاجية التي يفتقد المشفى لبعضها والعمل على تأمينها للمشافي الميدانية في المناطق المحررة في الأوقات المناسبة.
التعليق