انتخابات لقمة العيش الذليلة في سوريا

8665 مرشحاً (للبرلمان) السوري في انتخابات دعا إليها رأس النظام لتكريس نظامه المنهار بوجوه جديدة للتعبير عن ديمقراطية خاصة تجيد رفع الأيدي لقرارات الجريمة والفساد التي أنهكت البلاد، وشردت سكانها في أصقاع الأرض.

يبدو واضحاً أن عدد المرشحين كما وصفه المؤيدون غير مسبوق في تاريخ انتخابات النظام، وهذا يؤكد الفلتان الكبير الذي أصاب جسد منظومة كانت تحكم بالمقياس، وتقدم مرشحين على أسس طائفية مناطقية بعثية.

فلاش باك انتخابي
 
الدورة الانتخابية السابقة كانت استثنائية وأسست لمرحلة جديدة من ديمقراطية النظام، حيث وعلى العلن تم ترشيح شخصيات طائفية وفي غير دوائرها الانتخابية، وزورت وثائقهم الشخصية، ففي دمشق على سبيل المثال برزت شخصيات من شاكلة شريف شحادة الذي أقيمت له خيم التأييد في المزة 86 وعش الورور.

فيما سبق كانت الحملات الانتخابية تنفذ عبر ملصقات لصور شخصية ودون برامح انتخابية، وتقام خيم التأييد والزيارات، وتتم الاتفاقات السرية (هذا فيما يتعلق بالمستقلين)، ويتم الاتفاق على دفع الأموال لانسحاب البعض، ومن ثم توزيع الأموال والهدايا العينية، والتجار من المرشحين يوزعون من منتجاتهم كحال عدنان دخاخني على سبيل المثال يوزع علب الشوكولا المنتجة في معمله في منطقة (ببيلا).

انتخابات الخبز

اليوم وبعد خمس سنوات من الدم المراق اختلفت الأحوال، والانتخاب بحكم القوة هو السائد، ومن ليس معنا فمصيره الموت، وهذه خيارات المرحلة، وقوائم الجبهة الوطنية التقدمية منتخبة وجاهزة، وضم إليها البعث أحزاب معارضة هزيلة صنعها علي مملوك، وأما بقية المرشحين من الشرائح المتبقية فهي ستدفع ثمن الخبز لمواطن سيصوت بنعم كبيرة لممثله الوهمي.

الولائم سيكون لها نصيب من أموال المرشحين من محدثي النعمة، تجار الأزمة والحرب، ففي مناطق الريف الغربي لدمشق الواقعة تحت قبضة النظام بدأت تنصب الخيام واللافتات في جديدة عرطوز وقطنا وقرى جبل الشيخ الموالية كـ (عرنة – بقعسم)، وستقام حفلات التأييد في محيط القرى هذه حيث مساكن الضباط وصف الضباط، وستوزع الخمور ويطلق الرصاص.

أما الفقراء فسيذهبون إلى صناديق الاقتراع ببعض الأمل في رضا المجرمين وقليل من فتات الموائد، هذا ما نقله مواطنون عندما سألناهم هل ستشاركون في الانتخابات فكانت إجاباتهم سيفعلون ما يشاؤون إن صوتنا أو رفضنا، ولذلك سنذهب حماية لأبنائنا وبيوتنا.

دمشق.. نار وحاجة

في العاصمة دمشق سيذهب المهجرون إلى صناديق الانتخاب، وكذلك النائمون في الحدائق عنوة وبإغراء الحاجة، وفي شوارعها كما اعتاد التجار سيرفعون صور القائد بحكم المخابرات على واجهات المحال، وصور المرشحين أيضاً، وحفاظاً على مصالحهم سينتخبون أياً كان.

الفقراء لا خيار لهم، فالحاجة والخوف يحكمان أوضاعهم المعيشية والأمنية، ولا مناص من التصويت ولو برغيف خبر.

وجوه صنعتها الحرب

طبقة جديدة من اللصوص صنعتها الحرب في سوريا، وهم الشبيحة والتجار الجدد الذين جمعوا ثرواتهم من السرقة والقتل، وهؤلاء بالتأكيد لديهم طموحات الوصول إلى الضوء ما يجعلهم يترشحون للبرلمان "اللاوطني"، ولديهم من المال والسلاح ما يشرعن هذه الطموحات.

إذاً الظروف مؤاتية لانتخابات على الطريقة الهوليودية.. طرفا المعادلة فيها المجرمون بألوانهم، والفقراء بحاجاتهم.

ترك تعليق

التعليق