وزير تربية المؤقتة ينفي إلغاء تعليم "العربية" في المدارس السورية بتركيا


نفى وزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة، د عماد برق، ما تردد عن صدور قرار تركي يقضي بإلغاء التدريس باللغة العربية لتلاميذ الصف الأول، من السوريين المسجلين في مراكز التعليم المؤقتة في تركيا، بداية العام الدراسي المقبل.

وقال الوزير: "لم يصلنا تعليمات رسمية بهذا الشأن من الوزارة التركية المعنية، وما سمعناه عن هذا الأمر، ليس أكثر من أخبار يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وفيما استبعد برق خلال اتصال هاتفي مع "اقتصاد"، صدور مثل هذا القرار، قال: "تقوم الوزارة بتدريس المنهاج السوري المعدل، علماً أن القوانين التركية تشترط قبل السماح بذلك، وجود سفارة وممثلية، حتى يتسن لنا افتتاح مدارس تابعة لتلك السفارة، ونحن لا نمتلك سفارة، وبهذا يكون تدريسنا للمنهاج السوري باللغة العربية، هو مراعاة من الحكومة التركية لظروفنا"، مضيفاً "إذا صدر هذا القرار فهذا يعود للقوانين التركية".

ورجح وزير التربية في المؤقتة، استمرار التدريس باللغة العربية حتى في حال صدور قرار مماثل، وأوضح "التوجه التركي يؤكد لنا أن إلغاء التدريس باللغة العربية مستبعد، وطلابنا يدرسون اللغة التركية منذ الصف الأول كمادة أجنبية، شأنها شأن اللغة الإنكليزية"، لكنه في الوقت ذاته لم يستبعد زيادة في عدد ساعات التدريس للغة التركية في المراكز السورية المؤقتة.

وبحسب برق، فإن عدد الأطفال السوريين الموجودين في تركيا ممن هم في سن المدرسة، يصل لحوالي 650 ألفاً، 310 آلاف منهم فقط يتلقون تعليماً في حوالي 300 مركز تعليمي مؤقت تنتشر في عموم الولايات التركية، أي تصل نسبة المتسربين من التعليم بين الأطفال السوريين إلى حوالي 55%.

 وفي هذا الشأن، ناشد برق السوريين أن يرسلوا أطفالهم إلى المدارس من تلقاء أنفسهم، كاشفاً عن عزم السلطات التركية "الممتعضة" من هذا التصرف، تطبيق عقوبات بحق من يمتنع عن ارسال طفله إلى المدارس، بداية العام الدراسي المقبل، متمنياً على السوريين المبادرة عوضاً عن اجبارهم على إرسال الأبناء إلى المدارس من قبل السلطات التركية.

وعن ماهية هذه العقوبات المزمع تطبيقها من السلطات التركية بحق الأسر التي تمتنع عن إرسال أبنائها إلى المدارس، تحدث الوزير: "قد تكون هذه العقوبات اقتصادية بالدرجة الأولى، أي ستقوم الحكومة التركية بمساعدة الأسر التي تحافظ على تعليم الطفل، بخلاف منعها عن الأسر التي لا ترسل أطفالها إلى المدارس".

 وأبدى برق تفهمه للحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها اللاجئ السوري، والتي تدفع بالأهالي إلى الزج بالأبناء في سوق العمل، لكنه مع ذلك حض على أهمية الاستثمار بالتعليم.

 وحول قدرة المراكز التعليمية على استيعاب كل الأطفال السوريين قال: "نسعى في الوزارة في الوقت الراهن بالتعاون مع منظمات مهتمة لإيجاد حل لهذا الأمر، وهناك جدية تركية لحل هذا الإشكال بشكل نهائي".

 وبشأن وضع المعلمين السوريين في تركيا، أكد الوزير أن منظمة "اليونسيف" تمنح بالتعاون مع الحكومة التركية، الرواتب الشهرية لحوالي 9500 معلم سوري في تركيا، تصل قيمتها لـ900 ليرة تركية (300 دولار أمريكي).

هذا فيما يخص مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، أما بالانتقال إلى التعليم الجامعي، ذكر برق أن هنالك حوالي 50 ألف طالب سوري في تركيا لوحدها، حاصلين على الشهادة الثانوية، ولم يتمكنوا من إكمال تعليمهم الجامعي.

وبهذا الشأن نوّه الوزير إلى ملامح خطة تركية لزيادة نسبة استيعاب الطلاب السوريين في الجامعات التركية، وصفها بـ"الواعدة".

ترك تعليق

التعليق