"بشار الأسد" والانتخابات.. هل سيترشح؟ هل سيتم تكريسه دولياً؟ وما هو مصير إدلب؟


لنفترض، أن انتخابات رئاسية حدثت منتصف العام الحالي في سوريا: هل سيترشح بشار الأسد؟ وإذا ترشح هل سيفوز؟ وإذا فاز؛ هل سيحوز اعترافاً غربياً وعربياً؟ وماذا سيفعل حيال معارضيه سواء في إدلب أو في شرقي الفرات؟

جميع هذه التساؤلات، يجيبنا عنها الكاتب والمحلل السياسي "فراس علاوي". فإلى نص الحوار:

هل تعتقد أن بشار الأسد سيخوض الانتخابات منتصف العام الحالي؟

نعم.. أعتقد بأن بشار الأسد يعد نفسه لدخول الانتخابات. إنه يعد فريقاً كاملاً، وهناك قرارات ستصدر قريباً تؤيد ترشحه للانتخابات. هو يرى أن هذه الانتخابات ستعطيه شرعية، وستفرض أمراً واقعاً على الساحة السياسية السورية. هو ينطلق من هذه النقطة، معتبراً أن ترشحه دستوري اعتماداً على دستور 2012. هذا الاعتقاد لديه يجعل ترشحه للانتخابات، بالنسبة للنظام، أمراً واقعاً. وهذا ما ظهر في عملية التوجيه التي حصلت عند انتخابات مجلس الشعب. إذ أوصل إلى مقاعد هذا المجلس معظم القادة المحسوبين على الدفاع الوطني والقوى التي وقفت إلى جانبه، خلال قمع الثورة السورية، ويعتبرون بشكل أو بآخر من أبرز المؤيدين له شخصياً.
 
أعتقد، هذا التجميع لهم في مجلس الشعب دليل على أن بشار الأسد ذاهب إلى هذه الانتخابات. وهو يجهز نفسه لها من أجل فرض أمر واقع، والمفاوضة فيما بعد على مكاسب ما، من خلال أخذه شرعية دستورية من دستور 2012. هذا ما يفكر به نظام الأسد.

ما هي خطة روسيا تجاه هذا الأمر؟ ما النتيجة التي تسعى في النهاية للوصول إليها؟

روسيا دخلت إلى سوريا باستراتيجية مؤلفة من شقين: الأول عسكري، وهو إعادة سيطرة النظام على الجغرافية السورية بشكل كامل وهو ما حققته نسبياً، ولكنها اصطدمت بالمشروعين التركي شمال سوريا، والأمريكي شرق سوريا. لكنها بالمحصلة أعادت معظم ما خسره النظام من أراضٍ بين عامي 2011 و2015 وهو عام التدخل الروسي في سوريا.

بعد تحقيق السيطرة العسكرية أعلن الروس تقريباً بأنهم انتهوا من العملية العسكرية فاتجهوا نحو الحل السياسي الذي يقوم على عاملين: تعويم شخصية بشار الأسد، ووضع الملف السوري على طاولة المزايدات الدولية. ونجحت روسيا في ذلك.
 
هي الآن تفاوض العالم في سوريا وتدعم نظام الأسد. حتى فترة قريبة كان يمكن أن يتخلى الروس عن بشار الأسد كشخص ويُبقوا على النظام. ولكن منذ أشهر تغيرت الرؤية الروسية وأصبحت مصرة على بقاء بشار الأسد لأنها ترى فيه ورقة رابحة لها خصوصاً في الصراع الخفي بين موسكو وطهران في سوريا.

استفاد بشار من هذه الرؤية الروسية. ومن أجل تقوية موقفه في سوريا يلعب حالياً على المتناقضات ما بين الروس وإيران من أجل الحصول على دعم روسي أكبر، وهو ما تسبب بتغيير الرؤية الروسية في الحفاظ على شخص الرئيس وليس النظام فقط. الروس يريدون بذلك مفاوضة الولايات المتحدة وأوروبا على نفوذهم في سوريا والشرق الأوسط عبر بوابة تثبيت بشار الأسد.

هل ستشهد الانتخابات اعترافاً أمريكياً، أوروبياً، خليجياً؟
 
طالما أن الأمريكان والأوروبيين والخليجيين لا يزالون مصرين على القرار 2254 فهم لن يعترفوا بالانتخابات التي سيجريها النظام. في نفس الوقت هم لن يعرقلوا عملية الانتخابات بل سيعتبرونها أمراً داخل مناطق سيطرة النظام وبإشراف روسي فقط. وهم لن يعترفوا بها. حتى لو وجد اعترافاً جزئياً من روسيا والصين وبعض الدول في حال التوصل لحل سياسي؛ لن يعتبر نجاح بشار الأسد عائقاً أمام أي حل يتفق عليه دولياً وسيتم تطبيق الحل وفق الرؤية الدولية. لكن وجود بشار بعد الانتخابات يعتبر ورقة ضغط بيد روسيا ضد الأمريكان. على الأقل هذا ما تفكر به موسكو، بأن نجاح بشار يعطيه شرعية.

لنرسم هذا السيناريو: ستكون انتخابات وسيفوز بها الأسد. ماذا سيفعل حيال معارضيه خصوصاً في إدلب؟

هذا يعتمد على الاستراتيجية التي يتبعها النظام بالتنسيق مع روسيا وإيران سواء كانت في إدلب أو شرقي الفرات أو حتى في مناطق النظام. لا أعتقد بأنه سيحدث هناك  تغيير كبير بعمليات الضغط لأن تفاهمات إدلب لا تخضع للنظام، وإنما لتفاهمات أستانة وسوتشي بين تركيا وروسيا. وبالتالي: فإن العلاقات الروسية-التركية في الشمال السوري، هي من تحدد مستقبل إدلب وليس نظام الأسد. إدلب ملف مختلف يقوده الروس، سواء كان بشار الأسد موجوداً أو غير موجود.

ترك تعليق

التعليق