ما هي خطط "المؤقتة" و"محلي تل أبيض" للنهوض باقتصاد المنطقة؟


تعاني مدينة تل أبيض السورية شرقي الفرات، من مشاكل اقتصادية تلقي بظلالها على حياة سكانها من ناحية انتشار البطالة وقلة فرص العمل، يضاف إلى ذلك غياب أي منفذ من تلك المنطقة باتجاه الشمال السوري المحرر.

وتخضع المنطقة بشكل كامل لسيطرة فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، والتي عملت على طرد قوات سوريا الديمقراطية منها، في عملية عسكرية أطلق عليها اسم "نبع السلام"، في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

ويعتبر معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، هو المتنفس الاقتصادي الوحيد لتلك المنطقة، إلا أن مصادر محلية تؤكد أن هذا الأمر لا يكفي كون المنطقة بحاجة للعديد من المشاريع الاقتصادية لتشغيل اليد العاملة وتنشيط المنطقة.

وشهدت تل أبيض، الأربعاء، زيارة أجراها وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور "عبد الحكيم المصري"، للإطلاع على الواقع الاقتصادي للسكان والتنسيق مع الجهات المحلية والقائمة على إدارة المعبر، من أجل وضع الخطط لتحسين الوضع والنهوض بالمنطقة اقتصادياً وتجارياً.

وقال "المصري" في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد"، إن "الزيارة إلى تل أبيض تأتي في إطار الزيارات الدورية التي نقوم بها للمناطق المحررة بشكل عام، واطلعنا خلالها على أوضاع العاملين في معبر تل أبيض، كما زرنا المجلس المحلي وتناقشنا بالوضع الاقتصادي في المنطقة وأوضاع الناس هناك".

وأضاف "المصري" أنه "تم التأكيد خلال تلك الزيارة على ضرورة تأمين قمح استراتيجي، بهدف أن يكون هناك مخزون استراتيجي، ومن أجل ذلك ومنذ فترة اتخذنا قراراً بفتح مركز للحبوب بالمناطق الشرقية، وهناك مركز بدأ العمل في رأس العين وبدأنا منذ أسبوعين بشراء القمح من الفلاحين، ويجري العمل على استقبال موظفين جدد للمركز".

وتابع "المصري" أنه "خلال الزيارة تم مناقشة الوضع الاقتصادي وما هو المطلوب لتحسين ظروف حياة الناس وما هو المطلوب لدعم البنية التحتية أيضاً".

وأوضح "المصري" أن "المنطقة تعاني من البطالة ومن قلة المشاريع، يضاف إلى ذلك عدم وجود أي حركة تجارية كونه لا يوجد منفذ لها على باقي المناطق المحررة إطلاقاً، والمنفذ الوحيد هو المعبر باتجاه تركيا".

وقال "المصري" إنه "بشكل عام كافة المواد الأساسية متوافرة، ولكن المنطقة بحاجة إلى مشاريع لتشغيل العمالة، وكما هو معروف أن المنطقة تعتمد في اقتصادها على الزراعة وهناك الكثير من المشاريع يمكن أن تقام في هذه المنطقة كونها أصلاً تفتقر لذلك".

وتحدث "المصري" عن مجموعة مشاريع يتم العمل عليها لتخديم سكان المنطقة ومنها "مشروع لمعصرة زيتون"، مضيفاً أن "الوقت تأخر وربما يكون في العام المقبل كونه سيكون هناك إنتاج للزيتون".

ومن المشاريع الأخرى "مشروع معمل للعلف بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والخدمات وقطاع الزراعة، وهناك مشاريع لإكثار البذار إذ تم إدخال البذور من أجل زراعتها والمحافظة على أصناف من القمح، حيث بلغت الكمية التي تم إدخالها 200 طن تقريباً من البذار المعالجة".

ومن الخطط الموضوعة للنهوض بالمنطقة تجارياً واقتصادياً، أشار "المصري" إلى "محاولة البحث عن فائض من المنتجات في تل أبيض ليتم توريدها إلى الشمال المحرر، مثل مدن أعزاز وجرابلس وعفرين وغيرها من المناطق".

وتتزامن تلك التطورات التي تشهدها منطقة تل أبيض مع حالة من عدم الاستقرار تعانيها الليرة السورية، وفي رد على سؤال حول انعكاس تذبذب صرف الليرة السورية على الحالة المعيشية للسكان، أوضح "المصري" أنه "إضافة لعدم استقرار الليرة السورية، هناك الليرة التركية أيضاً غير مستقرة، وهذا الأمر يحتاج لقليل من الوقت للتخلص من التعامل بالليرة السورية، وقد طلبت من إدارة المعبر دفع الأجور بالليرة التركية، يضاف إلى ذلك أن كثير من المواد يتم بيعها بالليرة التركية، في حين أن عمليات البيع والشراء للصفقات الكبيرة تتم بالدولار".

وتعتبر المنظمات التركية سواء الهلال الأحمر التركي، أو هيئة الإغاثة الإنسانية IHH، وحتى منظمة "آفاد"، من أبرز المؤسسات الإغاثية العاملة في المنطقة والتي تقدم المعونات للفقراء والمحتاجين من أهل المنطقة.

من جهته، عدد "صالح هنداوي" الأمين العام للمجلس المحلي لتل أبيض، المشاكل الاقتصادية التي تعانيها المنطقة، إضافة للجهود المبذولة بالتنسيق فيما بينهم وبين الجانب التركي للتخفيف من هذه المشاكل.

وقال "هنداوي" في حديثه لـ "اقتصاد"، إن "تل أبيض تعاني من مشاكل التجارة والمواد الغذائية، وغياب معامل الكونسروة ومعامل تصنيع المواد الأولية وخاصة الزيوت، والمواد التي تدخل في الاستهلاك اليومي ومجال الاقتصاد، إضافة لافتقارها لمعامل عصر الزيتون ومعامل تجفيف الذرة الصفراء".

وأضاف "هنداوي": "نسعى جاهدين مع الأخوة الأتراك لفتح منافذ لتصدير المنتجات الصناعية"، مشيراً إلى أنه ربما يكون للأمر سلبيات ومنها ارتفاع أسعار المواد.

وتحدث "هنداوي" عن افتقار المنطقة لمطحنة شخصية خاصة بالمجلس المحلي، مؤكداً أنه خلال شهر تقريباً يمكن أن ينتهي المجلس من مشروع المطحنة والتي ستصب في خدمة الحركة الاقتصادية، على حد تعبيره.

ويغيب عن المنطقة أيضاً مشاريع استثمار الثروة الحيوانية كالمداجن والأسماك، بل إنها تكاد تكون معدومة، إذ لا يوجد سوى مدجنتين تقريباً لا تفيان بالغرض، وفق هنداوي.

ويعمل المجلس المحلي، حسب "هنداوي"، على بناء 3 أفران مركزية أحدها في منطقة سلوك و2 في تل أبيض، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1 طن في الساعة، بهدف تغطية المدينة والريف، وفق تقديراته.

ومن الخطط الأخرى التي يعمل محلي تل أبيض عليها للنهوض بالمنطقة، هو تأمين محطة وقود لتزويد المواطنين بالمحروقات وذلك بأسعار معقولة، وفق المصدر ذاته.

وأكد "هنداوي" أن من أبرز الأمور التي يتم تنسيقها مع الجانب التركي في هذه الفترة، هي "رفع الرسوم عن كثير من السلع لكي تكون حركة استيراد وتصدير المواد سهلة، وخاصة رفع الرسوم عن المحاصيل الزراعية".

ترك تعليق

التعليق