الجنسية التركية تعود للواجهة مجدداً.. وحلم الحصول عليها يراود السوريين
- بواسطة عروة سوسي – خاص - اقتصاد --
- 22 آذار 2016 --
- 0 تعليقات
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستشجع الاستفادة من الطاقات الموجودة لدى اللاجئين السوريين فيما يخدم مستقبلهم، مشيراً إلى أن مساعي تبذل في هذه الأثناء بالتعاون مع إدارة شؤون العمل للاستفادة من الطاقات والكفاءات السورية، ومنح هؤلاء جنسية تركية بدلاً من أن تهاجر العقول إلى الدول الأخرى.
وأشار أردوغان خلال لقائه مع شبان سوريين وأتراك أمس الأول، إلى أن لدى تركيا تجربة موفقة بالاستفادة والتعاون مع الكفاءات والطاقات الموجودة عند الأخوة السوريين، مشيراً إلى أن بلاده قدمت العديد من المشاريع للسوريين وأنها ماضية بتقديم المزيد خلال الفترة القريبة القادمة.
هذا الخبر الذي تابعه الكثير من السوريين في تركيا من خلال المواقع الالكترونية ليلة أمس الأول، انتشر انتشار النار في الهشيم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في "فيسبوك" و"تويتر".
وتسابقت الصفحات في نقل الخبر بعناوين مختلفة عريضة جذابة ليستفيق السوريين في تركيا على خبر يقول "الرئيس التركي أردوغان يمنح الجنسية التركية للسوريين في تركيا"، راسمين على وجوههم بعض الأمل والتفاؤل بعد أكثر من 4 سنوات من شقاء اللجوء والاغتراب.
"اقتصاد" بدوره تابع الخبر الذي شغل الكثير من السوريين في تركيا، واتصل مع عدد الحقوقيين والمهتمين بالشأن السوري في تركيا للوقوف على ما وراء هذا التصريح بكل مهنية وموضوعية بعيداً عن التحليلات والتكهنات.
أستاذ القانون الدولي، الدكتور وسام الدين العكلة، قال في حديثه لـ "اقتصاد": "للأسف الكفاءات وحملة الشهادات السورية هم أكثر الفئات التي تعرضت للتهميش في الثورة السورية وفي تركيا على وجه الخصوص، بسبب عدم تعاطي الحكومة التركية مع هذه المسألة بشيء من الجدية، واقتصر الأمر على وعود منذ ثلاث سنوات لا تسمن ولا تغني عن جوع، الأمر الذي دفع الكثير من حملة الشهادات العليا للهجرة إلى أوروبا علّهم يجدون ضالتهم هناك".
وأضاف الدكتور وسام: "لا أعتقد أن الأوضاع السياسية الراهنة في تركيا تسمح بمنح الجنسية التركية للسوريين وإن تم الأمر فسيقتصر على مجموعة قليلة".
ورأى العكلة أن تصريح أردوغان الأخير يهدف منه المساعدة في كبح هجرة العقول والأدمغة السورية الى الدول الأوروبية, وقد يتم تخصيص جزء من المنحة الأوروبية لتركيا لتحسين أوضاع هؤلاء، وتشجيعهم على البقاء في تركيا للاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية.
أما المحامي عبدالرحمن علاف، مدير المعهد الأكاديمي للعلوم والتكنولوجيا في غازي عينتاب، فله قراءة مختلفة لتصريح الرئيس أردوغان، الذي لم يراه وعداً بمنح الجنسية لبعض الفئات من السوريين، بل هو حديث عن الاستفادة من الخبرات والكفاءات السورية ومعاملتهم كمواطنين أتراك، وبالتالي دمج الكفاءات السورية ومنحها تصاريح عمل، الأمر الذي سيكون طريقاً للوصول للجنسية مستقبلاً بدلاً من الهجرة.
وعن كيفية منح الجنسية التركية لتلك الكفاءات، وفق قراءة المحامي علاف، رأى الأخير أنه: "حالياً لا توجد آليات واضحة حيث أن قرار بهذا الحجم يتطلب الرجوع للبرلمان التركي، حيث هناك حزم من القرارات لتحسين أوضاع السوريين كالأطباء والمعلمين والأكاديميين، ومنحهم تصاريح عمل".
الدكتور محمد حلاق، رئيس جمعية الصداقة السورية التركية التي عقد أعضاؤها منذ أيام اجتماعاً مع عدد من المسؤولين والوزراء الأتراك، صرح لـ "اقتصاد" أنه لا يوجد معلومات مؤكدة وجازمة حول الموضوع، "لكن ما قيل لنا أنه سيتم منح الجنسية التركية لرجال الأعمال السوريين ومن ثم للأكاديميين وأصحاب الشهادات العلمية".
المحامي غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، وأحد المهتمين بشؤون السوريين في تركيا على المستوى القانوني، رأى أنه "لا يمثل هذا التصريح أي تحول في سياسة تركيا وآليات تعاطيها مع ملف اللاجئين السوريين. فمنح الجنسية للكفاءات السورية ليس فصلاً جديداً في السياق، إذ سبق أن منحت الجنسية لعدد لا بأس به، منهم شاب برع في العزف على البيانو، وآخر عالم في الرياضيات وهكذا.. وبالتالي فلا شيء يستوجب أن نمنح الأمر أكبر من حجمه".
أما بخصوص ما نشر على بعض المواقع من تفسيرات أن الجنسية ستُمنح للسوريين، يرى قرنفل أنها تعبير عن رغائب وليس عن حقائق، والمؤسف أن تصدر عمن يصنفون أنفسهم كإعلاميين.
التعليق