وليد الزعبي يروي قصة نجاحه الاقتصادي.. ويتحدث في السياسة

تعتبر قصص رجال الأعمال ونجاحاتهم المالية الكبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، من المواد التي تحظى بالاهتمام والمتابعة.. فهي تعطي حافزاً لأولئك الذين يعتقدون بخيبتهم، لأن ينظروا إلى أنفسهم وطاقاتهم بصورة مختلفة.

وقصة المهندس ورجل الأعمال السوري المعارض، وليد الزعبي، من القصص المثيرة في هذا المجال.. فهو بدأ بداية صغيرة جداً، ما لبثت أن تحولت خلال سنوات قصيرة إلى عالم متكامل من الاستثمارات في العقارات والتجارة والمقاولات والصناعة والتعليم.. بحجم أعمال تقدر بمليارات الدولارات..

يقول المهندس وليد الزعبي في اللقاء الذي أجرته معه قناة سكاي نيوز عربية، أنه عندما تخرج من الجامعة في نهاية الثمانينيات، كان يعمل مع والده في تجارة الحبوب، لكنه قرر فجأة أن يغادر البلد، بسبب ما شاهده من بيروقراطية كانت تستنزف مقدرات البلد والطاقات البشرية الموجودة فيه.

لهذا قرر السفر إلى الامارات في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وبدأ العمل كمهندس بمرتب عادي في شركة مقاولات.. وفي هذا الخصوص، توجه الزعبي بنصيحة لكل من يبحث عن النجاح، بأن يكون مخلصاً في عمله، لأن ذلك يكسبه ثقة وحب أرباب العمل..
 
وعن انطلاقته منفرداً في عالم المقاولات والثروة، يتابع الزعبي، أن البداية كانت مع شراء شركة متعثرة للمقاولات، بمبلغ 10 آلاف درهم، والتي تحولت فيما بعد إلى شركة "تايغر" الشهيرة اليوم في دولة الإمارات، كأحد أبرز شركات التطوير العقاري في المنطقة، برأسمال يتجاوز الـ 5 مليار درهم، بحسب الزعبي نفسه.

وأوضح الزعبي أن الشركة أنجزت حتى الآن بناء أكثر من 250 برجاً سكنياً ومجمعاً تجارياً وسياحياً وتعليمياً، ومدناً متكاملة، بينما لدى الشركة الكثير من المشاريع التي تتحضر لها أو تلك التي لا تزال في طور الإنجاز.
 
وعن استثماراته في سوريا، تحدث الزعبي عن زيارات بشار الأسد المتعددة إلى دولة الامارات ولقاءاته مع رجال الأعمال السوريين هناك، والذي كان أحدهم، حيث أشار إلى أن الرئيس كان يتقدم بوعود كثيرة وتسهيلات لم تكن تخطر على بال، ما دفعه كغيره من رجال الأعمال للذهاب إلى سوريا والاستثمار فيها.

ويضيف أنه بعد أن بدأ بالاستثمار في سوريا، اكتشف واقعاً مغايراً لحديث بشار الأسد، إذ سرعان ما اصطدم بالبيروقراطية والفساد والمحسوبيات والتضييق.. واكتشف أن الوعود التي أطلقها الرئيس أمامهم لم تكن سوى فخ للإيقاع برجال الأعمال لكي ينقلوا أعمالهم إلى سوريا من أجل تحقيق الفائدة لفئة معينة في السلطة..

ويُعتبر وليد الزعبي من أوائل المنتمين للثورة السورية، والمساهمين في نشاطاتها والمؤسسين للتيارات المعارضة التي نشأت عنها، بالإضافة لتوليه منصب وزير الزراعة في الحكومة المؤقتة..

كما أسس في العام 2012، مجلس رجال الأعمال بهدف خدمة الثورة السورية، والذي يصفه بأنه قدم الكثير من الأعمال الإغاثية بمساعدة عدد كبير من رجال الأعمال السوريين المنتمين للثورة.

 لكنه أشار إلى أن حجم المأساة كانت أكبر بكثير من قدرات المجلس وإمكانيات رجالاته المالية.

وعن رؤيته للواقع السياسي في سوريا، والمستقبل الاقتصادي لها، قال الزعبي، أن ما نراه اليوم من لغة طائفية بدأت تجتاح المشهد السوري، هو محاولة من النظام لجر سوريا إلى المشهد العراقي، وهو يعبر عن فشل السلطة في النهاية في إدارة البلد، لافتاً إلى أن مستقبل سوريا يجب أن ينطلق من التعليم والتركيز على الإبداع وبما يحقق المساواة والعدالة والمواطنة للجميع..
 
واعتبر الزعبي أن الدمار الكبير الحاصل الآن في سوريا، ليس في مصلحة مستقبلها، لأن ذلك سوف يكلفها إمكانيات كبيرة غير متوفرة لديها، ما سيزيد من صعوبة البناء في المرحلة القادمة.. وختم بأن الأخلاق هي أساس نجاح الأفراد والدول وهو ما يأمل أن يتحقق في سوريا المستقبل.. 

ترك تعليق

التعليق