أهالي في ريف حمص يواجهون حصار النظام بابتكارات متميزة

دفع الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على مناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي (وسط سوريا)، الأهالي إلى ابتكار وتطوير أساليب بدائية متنوعة، لمواجهة انقطاع المحروقات والماء والكهرباء وشبكة الاتصالات، وغيرها من الاحتياجات الاستهلاكية والمجتمعية.

لجأ المحاصَرون للاستفادة من الأدوات البسيطة المتوفرة لديهم، وتحويلها لوسائل تعينهم على تعويض النقص في الاحتياجات الأساسية، ولو بشكل جزئي، فابتكروا مواقد للطهي، مصنوعة من فوراغ العلب المعدنية، واستخرجوا الماء باستخدام دراجة هوائية، وولدوا الطاقة الكهربائية باستخدام عنفات الجرارات، وتأمين الاتصال بشبكة الهاتف الخليوي بواسطة أسلاك وأوانٍ منزلية.

وقال "أبو مهند تقال"، أحد سكان ريف حمص الشمالي، لمراسل الأناضول، إن انقطاع مادة الغاز وقلة الحطب اللازم للطهي، دفعه للاستعانة بفوارغ المعلبات والعلب المعدنية، لصناعة موقد لا يعتمد على الغاز ويقتصد في استهلاك الحطب.


وأشار أبو مهند، أن صناعة الموقد سهلة، وأدواتها متوفرة في كل منزل، حيث تتطلب صناعته عبوتين فارغتين اسطوانيتي الشكل، ومروحة، وهي عبارة عن مروحة معالج كمبيوتر مكتبي قديم، إضافة لبطارية من عيار 12 فولط، وتابع "كمية الهواء التي تولدها المروحة بعد وصلها على البطارية، توفر تيارًا هوائيًا مستمر بنفس الوتيرة، ما يعطي النار المتقدة في أعلى الأسطوانة سرعة احتراق كبيرة، وذلك يضمن طهي أي شيء بسرعة تفوق سرعة الموقد الذي يعمل على الغاز، وتوفر في استهلاك الحطب، مقارنة بالنسبة لمواقد الحطب الأخرى.


بدوره، وجد سعد الخلف، طريقة مبتكرة لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث تمكن من توليد التيار الكهربائي لشحن البطاريات واستخدامها في مواضع مختلفة.

ولفت الخلف، أن ابتكاره يعتمد على عنفتين قديمتين لجرار زراعي ودينمو، قادر على تخريج 12 فولط، وتشغيله يعتمد على بطارية قادرة على تشغيل محرك 12 فولط، والذي بدوره يولد طاقة لتدوير العنفات، حيث ينتج عن دورانها طاقة بحدود 20 أمبير، قادرة على شحن عدة بطاريات، يمكن استخدامها في تشغيل التلفاز وعدة قطع كهربائية أخرى.


أما محمد بكار، فقد ابتكر محرك قادر على استخراج المياه من الشبكة الرئيسة بدون الاعتماد على الكهرباء. وأشار بكار أنه لجأ لمحرك قديم لاستخراج المياه، وذلك بتحويله من العمل على الطاقة الكهربائية للعمل بالطاقة الحركية، واستعان في ذلك بعجلة دراجة هوائية قادرة على الدوران وتوليد الطاقة لتشغيل المحرك وسحب المياه.

ولفت بكار أن طريقة عمل المحرك بسيطة، ولا تحتاج لإمكانيات كبيرة، مؤكدًا على فعاليته وقدرته على سحب ألف لتر من الماء يوميًا.


ونتيجة قصف النظام لأبراج التغطية الخليوية وقطعه الاتصالات الأرضية عن المناطق المحاصرة، قام أهالي المنطقة بابتداع طريقة مختلفة لالتقاط إشارات الأبراج الخليوية من مناطق بعيدة، بالاعتماد على أواني منزلية تثبَّت على سطح المنازل.

ويتكون الاختراع من غطاء أو غطائين لأوانٍ منزلية مصنوعة من مادة الألمنيوم حصرًا، وكبل شبكة تلفاز، تثبَّت الأغطية على السطح، ويربط قطبا السلك الموجب والسالب فيهما، ويتم تمديده لداخل المنزل حيث يوضع الهاتف الجوّال على السلك، ويمكن حينها الحصول على إشارة قوية، تتيح إجراء المكالمات من داخل المنزل.


الجدير بالذكر أن أن مناطق ريف حمص الشمالي، تخضع لحصار قوات النظام منذ 4 سنوات، وخلال الأشهر الـ 8 الماضية، لم تدخلها المساعدات سوى مرة واحدة وبكميات محدودة، الأمر الذي تسبب بأزمة إنسانية أفرزت تداعيات خطيرة.

ترك تعليق

التعليق