التوتر الإيراني السعودي يُعقّد فرص الوصول إلى اتفاق في اجتماع الدوحة النفطي

قالت مصادر بصناعة النفط إن مسودة جديدة لاتفاق الدوحة النفطي تنص على ضرورة مشاركة جميع دول أوبك في الاتفاق المقرر التوصل إليه يوم الأحد في العاصمة القطرية.

ويبدو أن التغيير عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق ملزم نظرا لأن إيران عضو أوبك قررت عدم إرسال ممثل لحضور الاجتماع.

 قالت مصادر لرويترز إن اجتماع الدول المنتجة للنفط من خارج وداخل أوبك للاتفاق على تجميد مستوى الإنتاج اعترضته مشاكل في اللحظة الأخيرة في قطر يوم الأحد بسبب ما يبدو إنه تصعيد جديد في التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران.

والتقى وزراء النفط مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -الذي لعب دورا محوريا في الترويج لتثبيت الانتاج في الأشهر الأخيرة- سعيا لإنقاذ الاتفاق الرامي لدعم أسعار النفط المتدنية.

وقالت مصادر إن اجتماع منتجي النفط من داخل أوبك وخارجها سيبدأ في العاصمة القطرية في حوالي الساعة 1200 أو 1230 بتوقيت جرينتش يوم الأحد لبحث تثبيت الانتاج.

وذكر مصدران إن السعودية أبدت رغبة بأن تشارك جميع الدول في المحادثات رغم إصرارها في وقت سابق على استبعاد إيران لأن طهران رفضت تثبيت الإنتاج.

وقال مصدر "غير السعوديون كل شيء في الصباح المبكر. يريدون انضمام جميع أعضاء أوبك أولا."

ومن شأن الإخفاق في إبرام اتفاق عالمي- سيكون الأول بين المنتجين من أوبك وخارجها في 15 عاما- أن يؤذن بتجدد المعركة على حصة في السوق بين كبار المنتجين ما قد يعوق التعافي الأخير في أسعار النفط.

وارتفع مزيج برنت الخام لنحو 45 دولارا للبرميل بزيادة نحو 60 في المئة عن المستويات المتدنية في يناير كانون الثاني بفضل التفاؤل إزاء إبرام اتفاق يسهم في كبح تخمة المعروض التي دفعت الأسعار للهبوط من مستويات مرتفعة عند 115 دولارا للبرميل في منتصف 2014.

وتتبني السعودية موقفا متشددا تجاه إيران وهي المنتج الرئيسي الوحيد في أوبك الذي يرفض المشاركة في تجميد مستوى الإنتاج. وتقول إيران إنها تحتاج لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها في يناير كانون الثاني.

كان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال لوكالة بلومبرج إن المملكة لن تكبح إنتاجها إلا إذا وافق كل المنتجين الرئيسيين الآخرين بما في ذلك إيران على تثبيت الإنتاج. ولم يتضح ما إذا كانت السعودية ستلتزم بهذا الموقف خلال المحادثات.

وأكدت أكثر من 12 دولة من داخل منظمة أوبك وخارجها رسميا مشاركتها في اجتماع الدوحة ولكن دور إيران يظل القضية الرئيسية التي تلقي بظلالها على المحادثات.

"إذا جمدت إيران إنتاجها من النفط عند مستوى فبراير فإن هذا يعني أنها لن تستفيد من رفع العقوبات."

وقالت المصادر إن الخبراء يحاولون التوصل لحل مقبول للمشكلة يسهم في نجاح المحادثات.

وتقول مسودة اتفاق اطلعت رويترز عليها في الدوحة إن متوسط الانتاج اليومي من النفط الخام في كل شهر لن يتجاوز المستويات المسجلة في يناير كانون الثاني من هذا العام.

وتضيف المسودة أن تثبيت الانتاج سيستمر حتى أول أكتوبر تشرين الأول من العام الجاري وأن المنتجين سيلتقون مرة أخرى في روسيا في أكتوبر تشرين الأول لمراجعة التقدم الذي تم إحرازه في تحقيق انتعاش مطرد في سوق النفط.

ورغم أن الاتفاق سيكون خطوة مهمة لمنتجي النفط قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس إنه سيكون محدود الأثر على المعروض العالمي من الخام وإنه من غير المرجح أن تستعيد الأسواق توازنها قبل 2017.

ترك تعليق

التعليق