كلينتون تحظى بتأييد هوليوود وأموالها

 لا تبدو كلمات بيرني ساندرز المرشح الديمقراطي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية فيما يتعلق باستخراج النفط الصخري ومجانية التعليم وتفكيك البنوك العملاقة خارجة عن سياق الكلمات التي يرددها نجوم هوليوود عند استلامهم جوائز الأوسكار.

لكن في مجتمع هوليوود الليبرالي -الذي طالما استخدمته حملات المرشحين الديمقراطيين للحصول على تبرعات- لا تلقى رسالة ساندرز صدى كبيرا كما هو الحال في معاقل تقدمية أخرى.

وتفوقت المرشحة الديمقراطية الأخرى هيلاري كلينتون الأكثر اعتدالا على السناتور القادم من ولاية فيرمونت في جمع التبرعات من هوليوود كما أنها تحظى بتأييد مجموعة كبيرة من نجوم الصف الأول والمديرين التنفيذيين لشركات الإنتاج في عاصمة السينما الأمريكية.

يقول المؤرخ ستيفن روس مؤلف كتاب (اليمين واليسار في هوليوود: كيف شكّل نجوم السينما السياسة الأمريكية) إن المشاهير لا يؤثرون على الناخبين لكن بإمكانهم إقناع الناس بالاستماع لرسالة مرشح ما.

وقال إن هوليوود "تضع المرشح في مدار اهتمام" الناخبين.

وبحسب تحليل أجرته رويترز لبيانات تمويل الحملات الانتخابية حتى 31 مارس آذار تبرع عدد من النجوم والمديرين التنفيذيين لشركات الإنتاج وعاملين آخرين في صناعات السينما والتليفزيون والموسيقى بما لا يقل عن 8.4 مليون دولار لحملة كلينتون ولجنة العمل السياسي المستقلة (سوبر باك) التي تدعمها.

ونظم الممثل جورج كلوني حفلين لجمع تبرعات لصالح كلينتون هذا الشهر. وقدر موقع (ديدلاين هوليوود) المعني بأخبار السينما أنهما جمعا 15 مليون دولار لا تشمل إيرادات تذاكر الحفلين التي بلغت نحو 353 ألف دولار.

وعلى النقيض لم تجمع حملة ساندرز سوى نحو مليون دولار من قطاع الترفيه حتى 31 مارس آذار وذلك حسبما أفادت بيانات تمويل الحملات.

ويقول ساندرز -الذي وصف سعر تذكرة حفل كلوني "بالفاحش"- إنه لا يتودد للمتبرعين الأثرياء.

وأظهرت البيانات أن حملات المرشحين الجمهوريين قاطبة جمعت 460 ألف دولار تسهم تبرعات قطاع الترفيه فيها نحو خمسة بالمئة.

وقالت دونا بوجارسكي مستشارة السياسة العامة المنتمية للحزب الديمقراطي والتي عملت مع حملة الرئيس الأسبق بيل كلينتون إن الدعم الذي تحظى به هيلاري كلينتون في هوليوود قد يعزى إلى روابط قوية نسجها زوجها خلال حملته الرئاسية الأولى في عام 1992.

وأضافت أن بيل كلينتون كانت له صلات قوية مع هوليوود وربما يعود ذلك جزئيا إلى أنه "أبدى احتراما حقيقيا وتقديرا لثقافة البوب. تابع هذه الثقافة واستمتع بها."

ومن الأسباب الأخرى لنجاح كلينتون في هوليوود دعمها للمديرين التنفيذيين. ويقول المؤرخ روس إنه من غير المحتمل أن يدعم مديرو شركات الإنتاج الليبرالية في هوليوود مرشحا يهاجم مؤسساتهم.

ويصف ساندرز نفسه بأنه ديمقراطي اشتراكي ويريد فرض ضرائب أكبر على الأثرياء من الأشخاص والمؤسسات للمساعدة في نفقات برامج الكليات والرعاية الصحية وبرامج أخرى.

يقول روس "هوليوود قائمة على المال والأعمال وهذا هو بيت القصيد."

ترك تعليق

التعليق