على شريط الحدود مع تركيا في ريف اللاذقية.. جهات دولية وكأنها تدعم سياسة النظام لـ "قضم" المنطقة

يعاني ريف اللاذقية الحدودي مع تركيا كغيره من باقي المناطق المحررة من النظام، غلاء وعدم استقرار في الأسعار، إضافة الى نقص العديد من المواد الأساسية اللازمة لغذاء الشعب السوري النازح إلى تلك المناطق.

 وكأنه نوع من العقاب فُرض على تلك المناطق من قبل جهات دولية، لتسليم تلك المناطق لقوات النظام التي تتبع سياسة القضم البطيء للقرى والتلال في ريف اللاذقية، على حد وصف أبونجيب، أحد المسؤولين عن الإغاثة وبعض المخيمات بريف اللاذقية.

 فبحسب أبونجيب، ماتزال أفران ريف اللاذقية مغلقة، وذلك بعد قطع الإمداد عنها بالطحين من قبل عدد من المنظمات الدولية والهيئات الإغاثية التي سبق لها وتعهدت بتوفير مادة الطحين اللازمة لتأمين الخبز لأكثر من 40 ألف نسمة.

 ويحتاج الناس في المخيمات فقط إلى ما يقارب 6 طن طحين يومياً، لخبز ما يقارب 6900 ربطة خبز، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية لكل فرن 4 طن طحين في اليوم فيما لو عمل وردية واحدة، الأمر الذي أتاح لتجار السوق السوداء وأصحاب الأفران الخاصة في المناطق المحررة القريبة، فرصة الاتجار بلقمة هؤلاء الناس ورفع سعر ربطة الخبز التي وصلت في ريف اللاذقية إلى 250 ل.س و300 ل.س، حسب وزن الربطة، فيما كانت تباع ربطة الخبز في أفران ريف اللاذقية سابقاً بـ 150 ل.س.

 أما عن أسعار السلع، فقد ارتفعت حسب ما أخبرنا به أبو أحمد، الذي يملك دكاناً لبيع الخضار والفواكه والمواد الغذائية، والذي قال لـ "اقتصاد": "كل شي غلي".

 ونبدأ بالألبان والأجبان، حيث سعر كيلو اللبن إلى 200 ل.س، وكيلو جبنة الغنم إلى 105 ل.س.

 أما أسعار الخضار والفواكه المتوفرة فهي كالتالي: كيلو البندورة 180 ل.س، كيلو الفاصولياء المبرومة 275 ل.س، كيلو الباذنجان الأحمر 275 ل.س، كيلو الخيار 170 ل.س، كيلو البطاطا 125 ل.س، وكيلو الفليفلة الخضرة 525 ل.س، وباقة البقدونس 50 ل.س، وكيلو الملفوف 115 ل.س، كيلو الخوخ 125 ل.س، وكيلو الكرز 300 ل.س، وكيلو التفاح الصغير 125 ل.س، وكيلو المشمش الجيد 150 ل.س، وسعر كيلو الرز (مساعدات) 250 ل.س، وكيلو الرز كبسة نوع شعلان 825 ل.س، وكيس السكر 700 غرام 400 ل.س.

 و وبحسب أبونجيب، يوجد في ريف اللاذقية خمس مخيمات رئيسية هي مخيم عطاء الخير، ومخيم إحسان، ومخيم صلاح الدين، ومخيم الإخاء، ومخيم الأحرار، إضافة لعدد كبير من المخيمات العشوائية المنتشرة على طول الشريط الحدودي، كما يتم العمل على إنشاء مخيم جديد باسم مخيم قافلة الخير، لإيواء 1500 نازح، ويفترض الانتهاء منه بعد عشرين يوماً.

ويعتمد الناس في حياتهم بتلك المخيمات على ما تقدمه لهم المنظمات والهيئات الإغاثية والتي بالكاد تغطي 10% من حاجتهم بسبب انخفاض الدعم المقدم لتلك المنظمات وفق ما يرى أبو نجيب.

 كما تعاني تلك المخيمات من سوء شبكة الصرف الصحي فيها، مما يجعل كل مخيم بؤرة وبيئة مناسبة لانتشار الأمراض والأوبئة، ويتفاوت ذلك من مخيم إلى آخر.

 كما يوجد في ريف اللاذقية أربعة مشافي ونقاط طبية، هي مشفى عين البيضا، ومشفى خربة الجوز الذي كان سابقاً في منطقة البرناص، ومركز لين الطبي، ومشفى الهلال الأحمر القطري. كما يتم الآن العمل على افتتاح مشفى كبير في منطقة خرماش.

 يذكر أن قوات النظام تحاول بشكل مستمر التقدم لتلك المناطق واحتلالها للوصول إلى الشريط الحدودي مع تركيا، إلا أنها تواجه بمقاومة عنيفة من قبل الثوار المتواجدين في تلك المنطقة التي ماتزال تتعرض للقصف لإجبار من تبقى فيها على النزوح.