الأسعار تسرق فرحة أطفال اللاذقية بالعيد


يقترب العيد في وقت تشهد فيه أسعار المواد الاستهلاكية ارتفاعا كبيرا تجعلها فوق قدرة ذوي الدخل المحدود، حيث وصل سعر الكيلو غرام من "الفروج" إلى 1400 ليرة سورية، أي ما يعادل 5 % من راتب الموظف العادي، وسعر الكيلو غرام الواحد من اللحم يعادل 20 % من راتبه، وبات شراء الأسماك عصيا، فوجبة واحدة من السمك تستهلك راتب شهر كامل، وكذلك الحال بالنسبة للحلويات.

*الخضار في انخفاض

بينما تشهد أسعار الخضار المنتجة محليا انخفاضا كبيرا، نتيجة توفرها بكثرة، وصل إلى أقل من التكلفة، بما يهدد بوقف الإنتاج في الأيام القادمة، واحتمال ارتفاع أسعارها جراء ذلك.

المزارع "جعفر صبوح" من قرية "ضهر بركات" في ريف جبلة يقول: قد نتوقف عن الزراعة في الأيام المقبلة، نتيجة إهمال وزارة الزراعة لنا، وعدم تقديم ما نحتاجه لمواصلة العمل الزراعي، وارتفاع أسعار المبيدات، والوقود والأسمدة في السوق السوداء، وتحكّم التجار في أسواق الهال، وعدم وجود تجارة مع المدن الأخرى، نتيجة منعها مع المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

فيما أشار تاجر الجملة في سوق الهال "جميل مكنا" إلى أن الحصار المفروض على التجارة الخارجية، ووقف التصدير إلى الدول المجاورة، ورغم أنه سمح بتوفير الخضار والفواكه بأسعار مقبولة للمواطنين إلا أنه أضر بالمزارعين.

*الألبسة.. نار

أما بالنسبة إلى الألبسة والأحذية فأسعارها مرتفعة، حيث يبلغ سعر حذاء الطفل من الصنف الثالث 8 آلاف ليرة سورية، أما الصنف الأول فيبلغ 25000 ليرة سورية، حسبما أفاد مراسل شبكة إعلام اللاذقية "محمد الساحلي"، وهذا ما منع الكثيرين من شرائها.

"حسين" رجل في الأربعين من العمر قال: "لا أستطيع شراء ألبسة العيد لأولادي، لأن راتبي لا يكفي لكسوة طفل واحد، فكيف وأنا لدي 3، وحتى أسعار الألبسة المستعملة باتت أعلى من قدرتنا".

*تبرير التجار

"تجارتنا خاسرة، لا نستطيع خفض الأسعار حتى لا تتفاقم خسائرنا" حسبما يقول أبو محمد الحلبي وهو تاجر جملة لألبسة الأطفال.

وربط "الحلبي" ارتفاع الأسعار بسعر صرف الدولار، حيث وصل في فترة سابقة 650 ليرة للدولار الواحد، وأشار إلى عدم قدرة التجار على خفض الأسعار مع انخفاض سعر الصرف الى 480 ليرة، كي لا يتعرضوا للخسارة، "وإذا خفضنا الأسعار فسوف تتوقف عن تجارتنا، حيث لا يوجد ضمان باستقرار سعر الصرف عند حد معين".

وهذا ما دفع أم عيسى من حي "الزقزقانية" لوصف التاجر بأنه "متل المنشار بياكل على الطالع والنازل، إن طلع الدولار بيرفع الأسعار وإن نزل ما بنزلها، والحكومة تتفرج".

*احتكار المستورد

كما تشهد أسعار المواد الاستهلاكية ارتفاعا غير مسبوق، عزاه مختصون إلى توقف عدد كبير من الشحنات في مرافئ اللاذقية، وطرطوس، ومنع إدخالها لأسباب مجهولة.

ويرجح المحلل الاقتصادي "مصطفى الأحمد" أن يكون سبب منع إدخالها وجود ضغوط من قبل بعض التجار المرتبطين مع السلطة، والذين يحتكرون أصنافا تجارية معينة كالإلكترونيات بانتظار تصريفها بالأسعار التي يريدونها.

هكذا تسرق الأسعار المرتفعة فرحة الأطفال في العيد، ليس في اللاذقية وحدها بل في كل سوريا، وتحرم الأسرة الالتزام بتقاليد العيد وأقلها صنع الحلويات.

ترك تعليق

التعليق