جبلة.. فيروز لم تعد تغني للغاز


 لا تخلو صفحات "فيسبوك" الإخبارية في مدينة جبلة هذه الأيام من التهكم والسب والشتم على الحكومة ووزرائها بدءاً من رئيسها إلى وزير الكهرباء وانتهاء بوزيري النفط والموارد المائية محملين إياهم مسؤولية فقدان الثالوث الذي لا تستمر الحياة بدونه (الغاز، والماء، والكهرباء).

 فأما الماء، فلا يكاد يصل الى المدينة وإن وصل فيصل لسويعات قليلة لا تكفي المواطن لملء خزان منزله وأخد حاجته منها. فالماء لا يصل إلى المدينة إلا ما بين الساعة الرابعة والعاشرة صباحاً، وهذا لمن لديه كهرباء لتشغيل مضخات المياه لرفعها إلى الطوابق، كما ذكر "أبو محمد"، أحد سكان المدينة، في حديث لـ "اقتصاد"، مفيداً بأن الكهرباء والماء عنصران متلازمان في جبلة فوصول الماء ولو لساعة يكون دون فائدة في حال انقطاع الكهرباء وعدم الالتزام بساعات التقنين.

 وبالنسبة للكهرباء، العنصر الحاضر في الأذهان والغائب عن المنازل، فقد أصبح حالها أسوأ في المدينة مع قدوم فصل الشتاء الذي يسميه أغلب سكان المدينة، بـ "فصل الأعطال الكهربائية"، والذي أتى ليزيد ويعمق من المأساة التي يعانونها مع فقدان الكهرباء، فالأخيرة ما تزال منذ ثلاثة أيام مقطوعة عن بعض أحياء المدينة بالتزامن مع تقنين يصل إلى عشر ساعات في الأحياء الأخرى.

 كل ذلك بسبب الحكومة ووزير الكهرباء، الذي لا يخلو تعليق على موضوع الكهرباء من شتمه في الوقت الذي تبرر فيه الحكومة انقطاع الكهرباء بفقدان مادة الفيول بسبب "ما تتعرض له سوريا من حصار ومؤامرة كونية".

أما الغاز، والذي ارتبط في أذهان أهل المدينة بأغاني فيروز، إذ كان بائعو الغاز في المدينة يشغلون أغاني فيروز في سياراتهم و(طرطيراتهم) فيما سبق، بأمر من البلدية، فقد اختفى من المدينة واختفت معه أصوات فيروز وسط تساؤل ساخر من الموالين، هل المرض من منع فيروز من الغناء، محاولين الهروب من الواقع الذي تعيشه المدينة، وسط نقص كبير في مادة الغاز التي وصل سعر الأسطوانة منها إلى 3500 ليرة مع احتمال رفع سعرها إلى 5000 ليرة.

وبات مشهد طوابير المواطنين أمام مراكز توزيع الغاز اعتيادياً في المدينة التي لا يصلها إلا مئات الأسطوانات، غالباً ما تذهب للتجارة في السوق السوداء، وفق ما ذكره "أبو محمد" خلال حديثه لـ "اقتصاد"، الذي وصف وضع مدينته، بأن حال المناطق المحررة بات أحسن منها.

ترك تعليق

التعليق