مهندس بترول لـ "اقتصاد": النظام فقد نصف إمداداته من الغاز مع خسارة معمل حيّان


في العاشر من الشهر الجاري، سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على أحدث معمل لمعالجة الغاز الطبيعي في سوريا، والذي يُعرف بمعمل "جحار" أو "حيّان"، الواقع في بادية حمص (100 كم شرق مدينة حمص).

وذكر مهندس بترول، عمل في المعمل المذكور خلال الفترة الواقعة ما بين(2011-2013م)، أن معمل "حيّان" (نسبة لجبل حيّان الذي يقع بالقرب منه)، هو أحدث معمل لمعالجة الغاز لدى النظام، وواحد من أهم 3 معامل للغاز في ريف حمص الشرقي (حيّان، إيبلا، جنوب المنطقة الوسطى).

وأضاف في حديث لـ "اقتصاد"، أن معمل "حيّان"، تم افتتاحه في العام 2011، طاقته التصنيعية القصوى 3،7 ملايين متر مكعب غاز/ي، و5آلاف برميل مكثفات نفطية و180 طناً من الغاز المنزلي يومياً.

وأشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أن ملكية المعمل تعود للمؤسسة العامة للنفط السورية، وشركة "إينا" الكرواتية،  بنسبة50% لكل جهة.

وقد غادرت الشركة الكرواتية سوريا في العام الثاني لقيام الثورة السورية.

وأكد مهندس البترول، بأن تنظيم "الدولة" كان قد سيطر على المعمل في العام 2014، لعدة أسابيع، وقد أعاد النظام تشغيله وتأهليه لينتج 3 ملايين متر مكعب غاز يومياً، كانت تذهب عبر أنابيب لمحطات توليد الكهرباء بالمنطقة الجنوبية من سوريا، إلى جانب إنتاج عدة أطنان من الغاز المنزلي.

وأكد مهندس البترول أنه علم من زملائه بأن تنظيم الدولة في منطقة تدمر بدأ قبل أيام بنقل المشتقات النفطية من المعمل إلى مناطق سيطرته في الرقة ودير الزور والسخنة.

ورداً على سؤال لـ "اقتصاد" حول الآثار السلبية لسيطرة التنظيم على معمل "حيّان" وحقول الغاز المغذية له ولمعملي "إيبلا"، و"جنوب المنطقة الوسطى بالفرقلس"، قال المهندس: "النظام تلقى ضربة موجعة جداً له بسقوط معمل حيّان، وحقول الغاز في جبل شاعر، وحقل المهر، والذي يعد أهم حقل غاز بالمنطقة الوسطى، حيث خسر النظام يومياً أكثر من 3 ملايين م3 من الغاز، وعدة أطنان من الغاز المنزلي، و5 آلاف برميل مكثفات نفطية، ما أدى لمضاعفة ساعات التقنين الكهربائية في مناطق سيطرة النظام إلى الضعف، ومضاعفة سعر أسطوانة الغاز المنزلي بالسوق السوداء إلى 7 آلاف ليرة سورية، إضافة لتوقف إمداد معمل (أيبلا) الواقع في منطقة الفرقلس، بالغاز القادم من جبل شاعر".

وأشار محدثنا إلى أن المعارك الطاحنة التي دارت مؤخراً بين التنظيم والنظام، أفقدت الأخير أكثر من نصف إمداداته من الغاز والنفط، والتي كانت تتراوح ما بين (6-7) ملايين متر مكعب غاز، و7 آلاف برميل مكثفات نفطية.

 بقي أن نشير إلى أن معامل معالجة الغاز الحديثة جداً في ريف حمص الشرقي، كانت تنتج في العام 2011، قرابة 16 مليون م3 غاز يومياً، أي ما يعادل 75% من حاجة محطات توليد الكهرباء في سوريا من الغاز، إضافة لأكثر من 300 طن من الغاز المنزلي و25 ألف برميل مكثفات نفطية.

ونتيجة لسيطرة تنظيم "الدولة" عدة مرات على حقول الغاز بريف حمص، انخفض إنتاج معامل الغاز بريف حمص الشرقي إلى 10 ملايين بالعام 2015، موزعة كما يلي: معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى 5 ملايين، معمل إيبلا 2 مليون، معمل حيّان 3 ملايين متر مكعب.

ترك تعليق

التعليق