روسيا.. ليس لديها الحافز أو المال للمساهمة في إعادة إعمار سوريا


مترجمة عن رويترز بتاريخ (16/12/2016)

لا يوجد لدى روسيا الحافز أو الأموال الكافية لإصلاح الخراب الذي أصاب سوريا. كان لدعم روسيا وإيران للنظام دوراً كبيراً في الانهيار المفاجئ لقوات الثوار في حلب، واحدة من أكبر مدن الشرق الأوسط، مع ذلك، سوف يكون من المستغرب أن يبقى الروس والإيرانيين في المنطقة لإعادة إعمار وبناء البنية التحتية المدمرة في سوريا.
 
على عكس ما حدث بعد حرب العراق 2003 حيث تدفقت الأموال والاستثمارات الأميركية، يبدو أن الانتصار الدموي لبشار الأسد سيكون له نتيجة عكسية من ناحية الاستثمار، يبدو من المستبعد أن تتدفق الروبيلات الروسية وذلك لأن الوضع الاقتصادي في روسيا غير ثابت، وقد تقلص النمو الاقتصادي بمقدار 3.7% عام 2015 نتيجة انخفاض أسعار النفط وارتدادات العقوبات الاقتصادية الأميركية- الأوروبية، ومن المتوقع ألَّا ينمو الاقتصاد في روسيا أكثر من 1% حتى 2017 حسب توقعات صندوق النقد الدولي.
 
حتى إن أرادت روسيا أن تساهم في إعادة إعمار سوريا، أولوياتها لن تكون تحسين ظروف الحياة لدى الناس السوريين العاديين، وبالتالي إن لم يتم إعادة بناء البنية التحتية أو تأمين المساعدات المادية، وتجاهل رغبة النظام بمعاقبة المواطنين، سوف يتسبب ذلك بهروب عدد أكبر من السوريين من البلاد.

 حتى الآن، تم تهجير 6.5 مليون سوري من بيوتهم منذ العام 2011، بالإضافة لـ 4.8 مليون شخص تركوا البلاد نهائياً حسب أرقام الأمم المتحدة.
 
خاطر العديد من السوريين بحياتهم للوصول إلى أوروبا والحصول على اللجوء، وصلت نسبتهم إلى ثلث عدد طلبات اللجوء.

وأحد أسباب زيادة عدد اللاجئين في أوروبا كان قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتخلي عن اتفاقية دبلين فيما يخص اللاجئين والتي تجبر طالبي اللجوء على تقديم طلباتهم في أول بلد أوروبي يصلون إليه.

 بلغ عدد طلبات اللجوء العام الماضي 1.7 مليون، تقريباً ثلاثة أضعاف، مقارنة بالسنة التي تسبقه حسب حسب تقرير معهد التنمية الخارجية في لندن/ بريطانيا.

 كما أشار التقرير إلى أن المخاوف من تدفق السوريين من أوروبا إلى بريطانيا عبر معبر كاليه أصبحت غير واضحة بسبب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

وإن تكرر هذا التدفق، فإنه سوف يؤثر على الانتخابات الألمانية والفرنسية وقد يزيد من فرص فوز الشعوبيين مؤيدي روسيا مثل مارين لوبان.
 
تعرف روسيا أن الإجراءات الأوروبية فيما يخص تدبير تدفق اللاجئين لاتزال هشة ولا يمكن أن تؤدي لوقف وصول اللاجئين غير الشرعي إلى أوروبا. حيث قامت أوروبا بالاتفاق مع تركيا بمنع الوصول غير الشرعي عبر أراضيها إلى أوروبا، وإغلاق الطرق عبر البلقان.

 كل هذا يوحي بأن روسيا لن تسارع للتحرك لإعمار سوريا، وبالتالي سيطول أمد معاناة السوريين.

ترك تعليق

التعليق