مختص في الصحافة الاقتصادية: رأس المال الفاسد جرّ الويلات على سوريا قبل الثورة وخلالها


رأى مختص بالصحافة الاقتصادية أن "انعدام الخبرة وتهميش الخبرات أحد أبرز عوامل ضعف الاعلام الاقتصادي في ظل الثورة".

 ولفت د. عيسى الحمصي إلى أن "حالة من الغوغائية تطغى على مفاصل هذا الإعلام كافة، مما أدى إلى اختلاط الغث بالثمين وهذا ساهم بدوره في إضعاف ثمار الثورة وأصابها بمقتل في أحيان كثيرة".

حاز د. عيسى الحمصي وهو من مواليد بلدة تسيل بريف درعا 1969 على شهادة الماجستير في الإعلام والصحافة سنة 2010، وعلى شهادة الدكتوراه في الصحافة الاقتصادية سنة 2014. وعمل في عدد من الصحف السورية وفي صحيفة الرأي الكويتية وصحيفة "الجريدة"، كمحلل اقتصادي، فاختبر، حسب وصفه، خبايا هذه الصحافة، ولمس مكامن الخلل فيها.


 وأبان الحمصي في حديث لـ"اقتصاد" أبرز التأثيرات التي عانت منها الصحافة الاقتصادية في سوريا ومنها-كما قال- "تهميش شرفاء الصحفيين واستيلاء الصحفيين المأجورين والفاسدين بذات الوقت على مفاصل العمل التحريري سواء كانت في القطاع الخاص أو العام، أضف إلى هذا انعدام الخبرة وانتشار ظاهرة الرجل الفاسد في المكان الحساس، في قطاعات العمل الصحفي، وخصوصاً الاقتصادي منها".

وأكد الحمصي أن "الأمر لم يختلف كثيراً بعد الثورة فلا يزال انعدام الخبرة سيد الموقف وتهميش الخبرات أحد أبرز عوامل ضعف الاعلام في عهد الثورة".

 وعزا محدثنا هذا إلى انتشار حالة من الغوغائية التي تعيشها وسائل الاعلام والتي لم تفرز الغث عن السمين حتى بات من لا يجيد القراءة والكتابة يخرج على الملأ ليتكلم باسم الثورة كناطق إعلامي، وهذا ما ساهم في إضعاف ثمار الثورة وأصابها في مقتل- في أنحاء كثيرة.

 وألمح محدثنا إلى أن "فكرة رأس المال الفاسد التي جرّت الويلات على سوريا قبل الثورة عادت لتجرّ الويلات عليها في عهد الثورة، وأدى هذا لإخراج (رويبضات الصحافة) وهم الإعلاميون التافهون الذين يتكلمون بأمر العامة إلى الواجهة بينما أرباب العقول الاعلامية لا يزالون مغيبّين ومهمّشين"، حسب تعبيره.

واتهم الحمصي الصحافة الاقتصادية العربية بالافتقار إلى الرؤية العلمية وعدم المهنية فهي –حسب تعبيره -ناقل وفي كثير من الأحيان ناقل غير أمين بل ناقل سلبي وغير صانع للقرار.

 وأردف محدثنا أن "الإعلام الإقتصادي العربي يحمل من الصفات السلبية ما يفوق نظيره العالمي لأن من يوجهه جهلة واستشرى جهلهم على العمل الإعلامي، وتمثل هذا الجهل حتى بأصول العمل الإعلامي ناهيك عن مآسي التعيينات لصحفيين و(صحفيات) تقوم على عناصر (الجسم) دون الالتفات إلى ما يحمله هذا الجسد من أفكار مدمرة".
 
ولفت الحمصي إلى ضرورة تمتع الصحفي الاقتصادي بالعديد من المؤهلات والمهارات ومنها-كما يقول- ضرورة الإلمام بمداخل ومخارج الأعمال الاقتصادية، سواء من حيث معلوماته عن أعمال الشركات والهيئات والمؤسسات الاقتصادية العاملة في السوق، أو من حيث الوزارات الممثلة للعمل الاقتصادي في أي حكومة إلى جانب تمتعه بالقدرة على التحليل وقراءة الأرقام وقراءة ما بين السطور، وتدقيق الميزانيات والقدرة على معرفة مواطن الغش والخداع والتدليس والقدرة على كشف طرق السرقة والإفساد المالي.

وأكد محدثنا أن "هذه المعايير لا تنطبق على من يعملون في صحافة الثورة الاقتصادية"، مشيراً إلى أنهم فشلوا في كشف مواطن الفساد والإفساد في ما تفرزه الأحداث من إدارات عاملة في جسم الثورة.

 وتساءل د.الحمصي عن مصير الأموال التي تم جمعها منذ انطلاق الثورة المباركة حتى هذه اللحظة وهي –كما يقول- كفيلة بسحق روسيا وايران وكل أذنابهما، واستدرك "هل عالجت الصحافة الاقتصادية للثورة هذا الهدر ولا أريد تسميته سرقة بل هل عالجت سبب غنى بعض أفراد الثورة الفاحش فيما لا يزال الثوار الذين يحملون دماءهم على راحات أكفهم لا يجدون ما يطعمون أولادهم به؟".

وحول أبرز الهموم والتحديات التي يعيشها العاملون في مجال الصحافة الإقتصادية من وجهة نظره وبخاصة صحافة الثورة أوضح محدثنا أن"المحسوبيات والواسطات، والمحاباة، وغياب مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، وتهميش الكفاءات وضعف القاعدة العلمية للصحفي، وضعف القاعدة الثقافية عموماً والثقافة الاقتصادية خصوصاً لازالت سيدة الموقف، كل هذا من وجوه معاناة العاملين في الصحافة الإقتصادية، أضف إلى هذا ضعف العائد المادي الذي يجده ضعاف النفوس من الصحفيين مبرراً لمد اليد لتقبل الرشوة والفساد".

ترك تعليق

التعليق