تخفيض الأسعار بالبارودة..!


لم يجد وزير التجارة الداخلية في حكومة النظام، عبد الله الغربي، وبعدعد نحو عام ونصف من توليه منصبه، ووعوده بتخفيض الأسعار عبر مكافحة الفساد، لم يجد أخيراً من طريقة لتحقيق هذا الهدف سوى بإصدار قرارات بالتخفيض ومن ثم الدخول بمعارك جديدة مع التجار لتثبيت الأسعار الجديدة.. فإلى أي حد نجحت طريقته حتى الآن بتخفيض الأسعار؟، وإلى متى يمكن الاستمرار بسياسة التسعير بالبارودة كما يسميها البعض..؟!

منذ البداية توجه الغربي نحو سلع، رأى أنها أساسية في حياة الناس المعاشية اليومية، وكان على رأسها المتة والسكر والزيت، ومن ثم اتجه إلى مواد أخرى كاللحوم على سبيل المثال وبعض المأكولات الشعبية في المطاعم.. وقد نجح على ما يبدو في تثبيت أسعارها المنخفضة، وسط تذمر التجار الكبار، الذين اضطروا مجبرين لمسايرة الوزير، وبعد عمليات تهديد، أوحت بأن الرجل يملك صلاحيات كبيرة في تنفيذ قراراته.. لكن لا يزال الشك سيد الموقف، وبالذات من قبل المستهلكين، الذين علمتهم التجربة خلال السنوات الست الماضية، أن التجار الكبار هم المنتصرون في النهاية..

ومن جهة ثانية، رغم التخفيض الذي جرى على أسعار هذه المواد، فلا يزال الفارق شاسعاً بين مستوى الدخل ومستويات الانفاق على الحاجات الأساسية، لذلك لم ير المستهلك تغيراً كبيراً في وضعه المعيشي، لأنه بالأساس كان قد ألغى اللحوم من قائمة أطعمته، بالإضافة إلى أنه خفض من مستويات استهلاكه للمواد التي جرى تخفيض أسعارها، إلى الحدود الدنيا.. وبالتالي هو ينتظر تخفيضاً مختلفاً، يتعلق أغلبه بأسعار الخضار الموسمية والتي تشكل المادة الأساسية في غذائه اليومي.. وهذه المواد لا يستطيع الوزير أن يصدر قرارات بتخفيضها، لأنها بالأساس تتحكم بها عمليات خارج سيطرته، ناهيك عن أن حجم تواجد الوزارة في السوق، عبر صالات الخزن والتسويق، لا يتعدى الــ 5% في المدن الكبرى، بينما يكاد ينعدم في المدن الصغيرة.. كل ذلك، بحسب مراقبين، يجعل قرارات التخفيض التي يتاجر بها الوزير الغربي عبر وسائل الإعلام، غير ذات فاعلية بالنسبة للمستهلك، والشيء البارز فيها هو معركته مع التجار الكبار.. وهي معركة ذات حدين، إما أن تزيد من أرصدته وترفعه إلى منصب أعلى، إذا كان النظام راضياً عن أفعاله، وإما أن تؤدي به إلى الشارع خارج الوزارة، إذا أساء التقدير في تعامله مع أحد الحيتان الكبار..

من أجل كل ذلك، يرى الكثيرون، أن معارك الوزير الغربي في أغلبها شخصية، أي أن مردوها على شخصه أكبر بكثير من مردودها على المستهلكين.. فهي إما أن ترفعه أو أن تنزله إلى أسفل السافلين.. فما علاقة الناس بهذه العملية..؟!

ترك تعليق

التعليق