يوم لا ينسى في حياة وزير نقل النظام


بينما كان وزير النقل في حكومة النظام، علي حمود، منتشياً بإنجازه المتمثل بتطوير أسطول السورية للطيران، عبر إدخال طائرتين إلى الخدمة منذ توليه منصبه قبل أكثر من عام، أخبرته سلطات مطار دمشق الدولي ليلاً أن هناك طائرة تعطلت، وأن الفنيين يجاهدون لإصلاحها، ولكن دون جدوى.

فانطلق الوزير على وجه السرعة إلى المطار حيث الهنغار الذي يجري فيه إصلاح الطائرة، ودون أن ينسى طبعاً أن يطلب من أحد الصحفيين مرافقته للمكان، بالرغم من أن الساعة تجاوزت العاشرة ليلاً.

وصل الوزير وهو بكامل أناقته، ودخل على الفور بين عمال ميكانيك الطائرات، وأخذ يسألهم عن طبيعة العطل الذي تعرضت له الطائرة، فيما كان الصحفي المرافق له يلتقط الصور في هذه الأثناء، وبالذات تعابير وجهه التي تراوحت بين الاهتمام والانزعاج..


ظل الوزير حتى بعد منتصف الليل في المطار وهو يتابع عمليات الإصلاح، إلى أن أخبره أحد الميكانيكيين، بأنهم يواجهون صعوبة بإيجاد قطع الغيار المناسبة، وذلك بسبب العقوبات الدولية "الظالمة" على مؤسسة الطيران، لكنهم مبدئياً تمكنوا من إصلاح العطل، دون أن يعني ذلك انتهاء المشكلة..

لم يفهم الوزير ماذا يعني بقوله دون انتهاء المشكلة.. فقال للميكانيكي: يا ابني هذه طائرة وليست سيارة تستطيع أن تتدارك العطل وأنت في منتصف الطريق، وتركن جانباً، ثم تتصل بأحدهم من أجل مساعدتك.. لكن الميكانيكي أكد له أن الطائرة تستطيع أن تطير في رحلات قصيرة..

وهنا طلب الوزير، ومن أجل أن يتأكد بنفسه من صدق الميكانيكي، أن يتم تشغيل الطائرة بالكامل وكأنها تستعد للإقلاع.. وبالفعل، تم تشغيلها وعلى متنها الوزير وبعض مسؤولي المطار، حيث قام الصحفي كذلك بالتقاط الصور، والتي تظهر الارتياح على الجميع..


بعد ذلك أحس الوزير بالتعب.. نظر إلى ساعته، فوجدها قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل.. ثم نظر إلى سائقه، وأومأ له برأسه، قائلاً: "صار لازم نمشي"..

ترك تعليق

التعليق