دفعات من المساعدات الدولية لـ "قسد"..هل بدأت مرحلة إعمار الرقة؟


أكد مركز الرقة الإعلامي التابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وصول الدفعة الأولى من المساعدات الهولندية إلى مجلس الرقة.

وأوضح المركز، أن المساعدات التي وصلت الأربعاء، والتي تقدر قيمتها بنحو 50 مليون دولار أمريكي، عبارة عن جرافات وخزانات متحركة وشاحنات ومواد إعادة إعمار.

وصول هذه المساعدات والدفعات السابقة منها التي أعلنت قسد عن استلامها في وقت سابق، ينطوي بحسب بعض المراقبين على أبعاد سياسية، من أهمها الاعتراف الدولي بشرعية حكم "قسد" ذات الغالبية الكردية للرقة ذات الغالبية العربية المطلقة.

وعد مراقبون هذه المساعدات الدولية، بمثابة التمهيد لتسليم "قسد" ملف إعادة الإعمار، لتمكينها اقتصادياً بعد أن مُكنت عسكرياً، حتى تستطيع فرض نفسها على أهالي الرقة.

وفي هذا الإطار، عد الكاتب الصحفي إبراهيم علوش، تقديم المساعدات لـ"قسد" من دون التوصل إلى حل سياسي يفضي إلى مشاركة أبناء الرقة في الحكم بمثابة "عمليات تجميل لجريمة كبيرة لن ينسى العالم تفاصيلها لعقود قادمة".

وقال علوش في حديث لـ"اقتصاد": "سواء اعتمد الغرب قسد لحكم الرقة أو لم يعتمدها، هي قوات مرفوضة من قبل الأهالي لأنها قوات دخيلة على المدينة، ولن يساهم وجودها في تثبيت الاستقرار".

وأشار إلى نسبة الدمار الكبير الناجم عن عمليات القصف التي شنتها مقاتلات التحالف على أحياء المدينة. وقال: "يبدو أن الغاية من هذه المساعدات تغطية المشاهد الصادمة في الأحياء".

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس الرقة المحلي التابع للمعارضة، سعد شويش، أن وصول هذه المساعدات الدولية للرقة "لا يعني بحال من الأحوال أن مرحلة إعادة الإعمار قد بدأت".

وقال شويش لـ"اقتصاد": "هذه الآليات وغيرها هي آليات مخصصة لعمليات رفع الأنقاض، وتنظيف المدينة من مخلفات الحرب".

وأضاف: "لكنها ليست مؤشراً على بدء مرحلة إعادة الإعمار كما تصورها وسائل الإعلام المقربة من قسد، ولن يكون هناك إعادة للإعمار في المدى المنظور، ما لم يكن هناك اتفاق دولي منفرد حول الرقة تحديداً، أو في سياق الحل السياسي في سوريا ككل".

وبحسب شويش، فإن هذه المعدات مبرمجة من قبل من الأطراف الدولية، ووصولها لا يعني أن قسد صارت جزءاً من مستقبل الرقة.

لكن ومع ذلك، يرى الناشط عبدالله الأحمد، أن "المساعدات الدولية التي تتسلمها قسد تباعاً، مؤشر على اتفاقات دولية تم ترتيبها دولياً، ومن غير الممكن النظر إليها خارج هذا السياق".

وأضاف الأحمد لـ"اقتصاد": "لا نعلم على وجه التحديد أي مستقبل ينتظر الرقة، مع حديث النظام في أكثر من مرة عن نيته استعادتها. لكن غالباً ستبقى تحت النفوذ الأمريكي وأداته التي تسمى قوات سوريا الديمقراطية".

وتفاوتت التقديرات بشأن نسبة الدمار في الرقة التي تمت استعادتها من التنظيم في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ففي حين ذهبت بعض التقديرات إلى أن 90 بالمئة من الكتلة العمرانية مدمر بالكامل، قدرت أخرى نسبة الدمار بنحو 60 بالمئة، بينما ذهبت التقديرات المتشائمة منها إلى حد اعتبار أن "المدينة لم تعد تصلح للسكن".

ترك تعليق

التعليق