زيارات "خميس" ووزرائه للمنطقة الساحلية.. باب لسرقة المال العام


باتت جولات الوزراء ورئيسهم إلى المنطقة الساحلية، تأخذ قسطاً كبيراً من الموازنة العامة للدولة، لأنه لا يكاد يمر يوم دون أن يتم الإعلان عن زيارة وزير أو أكثر إلى اللاذقية وطرطوس، وفي أحيان كثيرة يقضي بعض الوزراء بضعة أيام وأسابيع، وما يتطلبه ذلك من حجوزات فندقية وتكاليف تنقل وطعام، تصل في اليوم الواحد إلى أكثر من 100 ألف ليرة للشخص، وكما هو معلوم فإنه لا يوجد وزير يسافر بمفرده، بل لا بد أن يرافقه مدير أو أكثر وبعض الموظفين، لتصل تكلفة الزيارة الواحدة لأي وزير إلى أكثر من مليون ليرة يومياً.

ولنا في هذه الحالة أن نتصور حجم التكلفة المهدورة على جولات الوزراء الكثيرة إلى المنطقة الساحلية والتي قد تبلغ على مدى عام أكثر من مليار ليرة.

أحد المتابعين ، أشار في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أن السفر إلى المنطقة الساحلية، أصبح يشبه طباعة صور الرئيس أيام حافظ الأسد أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، إذ أنها كانت المجال الوحيد الذي لا يُسأل فيه المسؤول: لماذا أنفقت كل هذا المال على هذه الصور أو هذه الاحتفالات..؟، لذلك كانت تستخدمها الإدارات الحكومية للتغطية على سرقات مسؤوليها وسرقة المزيد من المال..

وأضاف: "نفس الشيء اليوم يحصل من خلال جولات الوزراء والمسؤولين إلى المنطقة الساحلية، إذ أنه بات بمقدور كل مدير أو مسؤول في دمشق، أن يصنع لنفسه مهمة، لتفقد الأوضاع في المنطقة الساحلية، دون أن يستطيع أحد منعه من تنفيذ هذه المهمة"، مشيراً إلى أن تهمة من يمنع مسؤولاً أو موظفاً من زيارة المنطقة الساحلية، أصبحت تشبه تهمة إضعاف الشعور القومي والمس بهيبة الدولة في الفترات السابقة..

ويزور المنطقة الساحلية حالياً ثلاثة وزراء دفعة واحدة، وهم وزراء الإسكان والسياحة والإدارة المحلية، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الرياضي العام، بحجة تفقد المدينة الرياضية في اللاذقية، والتي لم يمض أكثر من أسبوعين على زيارتها من قبل رئيس الوزراء عماد خميس، والذي قرر إعادة تأهيلها، مع منح مبلغ 400 مليون ليرة مبدئياً، للبدء بأعمال الإصلاح.

وبحسب رصد لـموقع "اقتصاد"، فقد تجاوزت عدد زيارات الوزراء للمنطقة الساحلية خلال هذا العام أكثر من عشرين زيارة، بعدد أيام تجاوزت ستة أشهر، لأن بعض الوزراء أقام هناك شهراً أو أكثر والبعض الآخر كان يواظب أسبوعياً أو شهرياً على زيارة المنطقة الساحلية.

أما رئيس الوزراء، فقد تجاوزت عدد زياراته للمنطقة الساحلية، سبع مرات هذا العام، أمضى في بعضها أكثر من أسبوع، وكان يرافقه في كل مرة عدد من الوزراء، قد يصل إلى العشرة، وهو رقم قياسي في تاريخ سوريا المعاصر، إذ أنه لم يسبق لرئيس حكومة أن قام بعدد زيارات لنفس المكان وعلى هذا النحو.

ترك تعليق

التعليق