حكومة الإنقاذ لـ "قتصاد": نحن لا نتبع لأحد، ونقوم بدورنا.. ونطلب من الجميع مساعدتنا في إغاثة النازحين


ما يزال مشهد النزوح في الشمال السوري وتحديداً ما بات يسمى "مناطق شرق سكة الحجاز" تحديداً، سوداوياً للغاية، بعد تقدم قوات النظام والميليشيات المساندة بغطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية، وهو ما أجبر آلاف العوائل على النزوح إلى مناطق أكثر أمناً في مخيمات أقيمت على عجل وغالبيتها من خيام ممزقة وأخرى تجاوز سعرها الـ 70 ألف ليرة سورية، وفق ما تداوله ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي.

عدد النازحين وصل حسب الإحصائيات الخاصة بريف حماه الشرقي وريف إدلب الجنوبي من تاريخ 15 /12/ 2017 حتى غاية يوم الثلاثاء 9/1/ 2018 إلى 219967 نسمة، 41306 عائلة, غالبيتهم من النساء والأطفال، وسط كثافة حركة النزوح ليشمل مناطق جديدة وفق ما أفاد به الناشط طارق الإدلبي في حديث خاص لـ "اقتصاد".

هذا الواقع المأساوي دعا حكومة الإنقاذ التي تدير تلك المناطق إلى تشكيل لجنة للإستجابة الطارئة تعمل على مدار الساعة مؤلفة من خمس وزارات على رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية والمهجرين، وفق ما ذكره الدكتور بسام صهيوني، رئيس الهيئة التأسيسية للمؤتمر السوري العام، التي انبثقت عنها حكومة الإنقاذ في الشهر العاشر من العام المنصرم.

وأضاف صهيوني أن لجنة الاستجابة التي شكلتها حكومة الإنقاذ أمّنت حوالي 10 آلاف أسرة تأميناً مؤقتاً، وهناك 6 آلاف أسرة بحاجة إلى إيواء عاجل بعد أن باتوا في العراء. كما تعمل الحكومة على إنشاء مخيمات جديدة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من النازحين بالتعاون مع الهلال الأحمر الذي قدم حوالي 1200 خيمة ومنظمة IHH التي قدمت 100 خيمة، إضافة لـ 100 خيمة أخرى قدمها وقف الديانة التركي.

وأشار صهيوني إلى أن حكومة الإنقاذ سخّرت عبر وزاراتها كافة إمكانياتها لاستيعاب النازحين والمهجرين في المساجد والمدارس من خلال الإيعاز لكل من وزارة الأوقاف والتربية بـتأمين المساجد والمدارس وتجهيزها لاستقبال النازحين.

وأكد صهيوني أن حجم المأساة الحالية هو أكبر من طاقة حكومة الإنقاذ، ودعا جميع المظمات والهيئات الإغاثية إلى أخذ دورها مقدراً الاحتياجات الطارئة والعاجلة لإغاثة النازحين بـ 20 ألف خيمة و32 ألف حصة غذائية، إضافة لمواد التدفئة والأغطية والملابس الشتوية.

ونوه صهيوني في حديثه لـ "اقتصاد"، إلى أن حكومة الإنقاذ التي أُعلن عنها مطلع الشهر العاشر من العام الماضي، هي حكومة مدنية مستقلة وغير تابعة لأي فصيل عسكري، وقد انبثقت عن المؤتمر السوري العام الذي عُقد في معبر باب الهوى وحضره 600 شخصية سورية من الأكاديميين وممثلي العشائر ومُثلت فيه كافة المحافظات وفئات الشعب السوري، وتم انتخاب 63 شخصية شكلت الهيئة التأسيسية التي كلفت الدكتور محمد الشيخ بتسمية 11 وزيراً لتشكيل الحكومة التي صادقت عليها الهيئة التأسيسية لتباشر عملها في إدارة المناطق المحررة بوصفها إدارة مدنية دون تبعية لأي جهة عسكرية.

ترك تعليق

التعليق