مدير المدينة الصناعية الأولى بالباب.. في حوار خاص مع "اقتصاد"


يصف مدير "شركة العمر"، الشركة المالكة والمنفذة لمشروع المدينة الصناعية الأولى بالباب، المهندس عدنان محمود، المشروع الذي تصل مساحته إلى 561 ألف متر مربع، بأنه "مشروع واعد ستعود نفعيته على المجتمع ككل". ويجزم في مقابلة مع "اقتصاد" بأن المشروع سيواجه النجاح نظراً لحاجة المستثمرين المحليين إلى بيئة مناسبة وآمنة للاستثمار.

وفي ما يلي نص اللقاء:

كيف بدأت فكرة المدينة الصناعية؟، وما هي المعايير التي تم على أساسها اختيار المكان؟

راعينا أن تكون المدينة على طريق رئيسي عام، وأن تكون قريبة من المنافذ الحدودية مع تركيا، ووقع اختيارنا على هذه المنطقة التي تبعد عن مدينة الباب حوالي5 كيلومترات ونحو 25 كيلومتر عن معبر الراعي الحدودي.

إن مدينة الباب عموماً هي ذات شهرة في مجال الصناعة والتجارة والزراعة، والآن تتمتع المدينة بكثافة سكانية عالية، وكذلك هي منتجة للكثير من المحاصيل الاستراتيجية من حبوب وأقطان وغيرها.

أما عن بداية الفكرة فكان دافعنا الأول حاجة المنطقة إلى استثمارات ضخمة على أمل أن تعيد تدوير عجلة الإنتاج. لقد عانت المنطقة من ويلات الحرب، وهذا أدى إلى هجرة أصحاب رؤوس الأموال، الذي أدى بدوره إلى ارتفاع نسبة البطالة وقلة فرص العمل.

إن العمل على هذه الفكرة هي دعوة لكل المستثمرين للعودة باستثماراتهم إلى الداخل السوري، وهذه العودة في حال تحققت ستعود بالنفع على المجتمع ككل.

في الآونة الأخيرة تقلص تدريجياً حجم المساعدات التي تقدم للفقراء في كل المناطق، وهذا ما دفعنا إلى التفكير بمشاريع تؤمن فرص عمل للعائلات، ومن هنا بدأنا بهذا المشروع.

أشرتم إلى أن المدينة الصناعية ستوفر قرابة 6 آلاف فرصة عمل في غضون نصف عام، ما هي المؤشرات التي بحوزتكم التي دفعتكم إلى المبالغة –إن صح التعبير- في التفاؤل؟

ليست مبالغة، وإنما نحن نعوّل على المستثمرين المحليين وكذلك على الخبرات المحلية التي هي بيننا، نحن مجموعة من المهندسين قمنا بدراسة المشروع وتم وضع هذه الأرقام بالبناء على معطيات حقيقية.

وكذلك نعول على المواد الخام التي تنتجها المنطقة بكثرة وخصوصاً المواد الزراعية، وعلى اليد العاملة المتوفرة بكثرة.

الشركة المنفذة والمالكة هي شركة خاصة، وهنا نسأل عن دور المجلس المحلي بمدينة الباب في هذا المشروع؟

تم توقيع مذكرة تفاهم ما بين الشركة والمجلس المحلي في مدينة الباب، وذلك بعد مشوار طويل من المباحثات الداخلية. وبموجب هذه المذكرة سيمارس المجلس المحلي دور الجهة الضامنة والمنظمة للمدينة الصناعية، على اعتباره الجهة الحكومية في المنطقة.

إن المجلس هو الذي سيضع المعايير والمواصفات المطلوبة للمحاضر، وكذلك سيقوم بتنفيذ البنى التحتية من شبكة صرف صحي ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك الطرق داخل المدينة والمرافق الأخرى، والأهم من ذلك أن المجلس سيقوم بدور الجهة المسؤولة عن أمن وحماية المنطقة.

وكذلك سيقوم المجلس بالمسح الطبوغرافي للمدينة. بالمقابل تنازلت الشركة عن مساحة تقدر بحوالي 12 هكتار للمجلس، وهذه المساحة مخصصة للطرق والمخدمات الأخرى، علاوة على تسعة آلاف متر سيستثمرها المجلس لصالحه الخاص، حيث من المقرر أن ينفذ المجلس محطة محروقات وكذلك قبان أرضي.

وماذا عن الدور التركي؟

الأتراك دعموا المشروع، وكان محط اهتمام كبير لديهم، وقبل الإعلان عن تنفيذ المشروع طلبوا تصديق المذكرة التي وقعت مع المجلس المحلي في الدوائر الرسمية التركية (النوتر)، وهذا يعني أنهم سيكونون من الضامنيين لحقوق المستثمرين وغيرهم في هذه المدينة.

إن الجانب التركي يعوّل كثيراً على مدينة الباب في تحريك اقتصاد المنطقة بشكل عام، وخصوصاً أن الباب تتمتع بموقع استراتيجي هام، فهي بوابة حلب على المحافظات الشرقية السورية ككل.

ما هي الفئات أو القطاعات التي ستحتويها المدينة الصناعية؟، وماذا عن أسعار المحاضر؟

تم تقسيم المدينة الصناعية إلى أكثر من فئة، أكبرها خصص للصناعات الغذائية، ومن ثم للصناعات الهندسية، والصناعات التحويلية وغيرها من الصناعات الأخرى، وجميع هذه القطاعات خاضعة لشروط ومعايير معتمدة دولياً.

أما عن الأسعار فيبدأ سعر المتر المربع الواحد من 10 دولار أمريكي، بحسب الموقع.

هل بدأتم ببيع المحاضر للمستثمرين، أم أن التنفيذ لا زال في مراحله الأولى؟

بدأنا بالبيع وتشهد المدينة الصناعية إقبالاً جيداً للآن.

بالمقابل يعتبر البعض أن عدم استقرار جبهات مدينة الباب وخصوصاً أن النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" على مقربة منها وغيرها من العوامل الأخرى، عوامل قد تحد من الإقبال على المدينة الصناعية وتجعل منه أمراً صعباً للغاية، ما هو ردكم على ذلك؟

هذا صحيح، لكن نحن نرى أن هذه البلد بلادنا ولذلك لن نقف عن العمل، لن نتخلى عن بلادنا، مهما كانت الظروف.

غالبية سكان مدينة الباب وغيرهم تضرروا من الحرب، وأنا منهم لكن مع ذلك اليوم المدينة تشهد عودة تدريجية لأبنائها، وكذلك تستقطب النازحين والمهجرين من المناطق المجاورة، لن تتوقف إرادة الحياة في هذه المدينة أو في غيرها من المدن السورية.

ترك تعليق

التعليق