ناشطة تطلق مبادرة للبحث عن الأطفال السوريين والفلسطينيين المفقودين في إيطاليا


تعد محنة الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بعائلاتهم، واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في أزمة تدفق اللاجئين على أبواب القارة العجوز. ووفق ما أعلنه جهاز الشرطة في الاتحاد الأوروبي (اليوروبول) في شباط 2016 فإن ما يقارب الـ 10 آلاف طفل لاجئ لا يرافقهم ذووهم، اختفوا بعد وصولهم إلى أوروبا منهم 5000 طفل فقدوا في إيطاليا وحدها.

 ونشرت صحف ووسائل إعلام إيطالية صوراً وقصصاً لبعض هؤلاء الأطفال الذين قُدر لهم أن يدفعوا ثمن محاولة الوصول إلى "الجنة الأوروبية" بمفردهم، بعد أن فقدوا ذويهم خلالها. وبحسب ما نشرت إحدى الصحف الإيطالية وصل على متن الباخرة (Aquarius) بتاريخ 29/01/2018 عدد كبير من الأشخاص فاقدي الوعي لا يتنفسون من بينهم ست أطفال وسيدة, وسيدتان فقدتا الحياة, وطفلة لم تتجاوز الشهر السادس من عمرها.

 ولأجل ذلك أطلقت الناشطة المهتمة بشؤون اللاجئين، فاطمة جابر، مبادرة للوصول إلى الأطفال مجهولي الاسم والهوية ممن تم انتشالهم من البحر ما بين عامي 2012 و2018 ونُشرت صور لهم في وسائل الإعلام الإيطالية خلال السنوات الماضية.

(الناشطة المهتمة بشؤون اللاجئين، فاطمة جابر)

 وجاءت فكرة المبادرة كما قالت الناشطة لـ"اقتصاد"، بعد شيوع قصة اللاجئتين الشقيقتين "ميساء" و"هناء بكار"، وابنة هناء "ناريس أبو سعدو"، ذات السنوات العشر، اللواتي فقدن في البحر بعد مغادرتهن ليبيا من مدينة "زوارة" باتجاه إيطاليا بتاريخ 16-1-2018 ولا زال البحث عنهن جارياً، وهناك -كما تقول محدثتنا– عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين والسوريين المفقودين في إيطاليا بعد إنقاذهم من الرحلات غير الشرعية عبر المتوسط، ولذلك أطلقت مبادرتها هذه التي ستكون الخطوة الأولى فيها محاولة التواصل مع ذوي أطفال مفقودين في طريقهم إلى إيطاليا والحصول منهم على صورة واضحة لكل مفقود واسمه وفي أي عام فُقد، لأن هناك أطفالاً فقدوا منذ عام 2012 وتغيرت ملامحهم ولكن الشرطة الايطالية عندما أنقذتهم قامت بتصويرهم حينها.

الطفلة المفقودة ناريس أبو سعدو

 ولفتت محدثتنا إلى أنها نشرت منذ سنتين صوراً لأربعة أطفال مرقمة ولكن أحداً لم يتواصل معها بشأنهم مما دفعها لإطلاق مبادرة بهذا الإتجاه.

وكشفت فاطمة جابر أن عدداً كبيراً من الأطفال السوريين والفلسطينيين المفقودين تم توزيعهم على الكنائس الإيطالية من أجل رعايتهم والإهتمام بهم، وأبانت محدثتنا أنها بصدد إنشاء قاعدة بيانات تضم صور ومعلومات لأطفال مفقودين وإتباع السبل القانونية فيما بعد للبحث عن عنهم في الأماكن المحتمل تواجدهم فيها.

 وأردفت أن الخطوة اللاحقة من المبادرة ستكون بالتواصل مع الجاليات السورية والفلسطينية لأنها الأقدر على البحث عن الأطفال المفقودين بطرق قانونية بموجب وكالات من ذويهم، سواء كان أباً أو أماً أو جداً أو جدة أو عماً أو أخاً، لأن السلطات الإيطالية لا تتعامل في مثل هذه الحالات إلا مع أقارب من الدرجة الأولى.

الناشطة الفلسطينية لفتت إلى أن "هذا الملف شائك ومعقد لأن الأطفال المفقودين من سنوات كبروا وتغيرت ملامحهم ويتم تربيتهم في الكنائس"، مشيرة إلى عزمها على توكيل محام والتواصل مع منظمات دولية لحقوق الإنسان.

 وكشفت محدثتنا أن سفيرة فلسطين في إيطاليا الدكتورة "مي الكيلة" زارت بنفسها أحد مراكز البوليس في صقلية عام 2012 ورأت بعينها أطفالاً المفقودين بمفردهم، ولكنها لم تتمكن من التواصل معهم، وتابعت أن "الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية نشرت تقارير عن بعض هؤلاء الأطفال مجهولي الاسم والهوية ممن لا أهالي لهم ولم يسأل عنهم أحد".

 وأعربت مطلقة المبادرة عن اعتقادها بأن الحكومة الإيطالية ستتجاوب مع حملتها والأطفال موجودون في الكنائس ريثما يتعرف عليهم ذووهم من خلال وسائل عدة منها الـكشف الجيني dnn من قبل أي قريب لهم.

وأعربت محدثتنا عن أملها بأن تؤتِ مبادرتها ثمارها ونتائجها الإيجابية لأن الكثير من الناس لازال لديهم أمل بأن يكون أطفالهم على قيد الحياة.
 
وهاجر عشرات الألوف من اللاجئين السوريين والفلسطينيين من سوريا إلى دول الجوار ودول أوروبا، الكثير منهم نساء وأطفال، وقضى المئات منهم في كوارث الهجرة غير الشرعية، بينما تم فقدان آخرين دون ورود معلومات عن مصيرهم.

ترك تعليق

التعليق