منحة "سبارك" والشباب السوري.. بين "فوات القطار"، والتقصير الأممي


أتاحت منظمة "سبارك" فسحة أمل للشابات والشباب السوريين اللاجئين في لبنان، لبدء الدراسة الجامعية من خلال برنامجها (التعليم العالي للسوريين) الذي يسعى للمساعدة في انخراط السوريين في التعليم العالي من أجل تزويدهم بالمهارات اللازمة لإعادة إعمار سوريا على المدى الطويل، وأن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم المضيفة على المدى القصير.

لمحة عن منظمة "سبارك"
   
هي منظمة "هولندية" غير ربحية، لديها أكثر من 20 عاماً من الخبرة في تطوير التعليم العالي في المناطق المتضررة من النزاعات. وقدمت المنظمة المنح الدراسية للعديد من اللاجئين في العالم، ومنهم السوريون الشباب. ولكنها لا تقوم بقبول أعداد كبيرة من الطلاب، فمقاعدها محدودة.

اختصاصات منحة "سبارك" للتعليم العالي والمهني في لبنان

يحق للطالب اللاجئ السوري في لبنان اختيار أي اختصاص موجود في الجامعة التي تتعاقد معها إدارة منحة "سبارك" (الجامعة اللبنانية الدولية، جامعة الجنان في طرابلس)، لكنها لا تدعم اختصاصات الطب والصيدلة والهندسة.

ويتاح للطالب في هذه المنحة اختيار فرعين فقط للمفاضلة عليها من الاختصاصات المتوفرة التالية:

(تكييف وتبريد، كهرباء، الكترونيات، كومبيوتر، محاسبة، مراجعة وخبرة في المحاسبة، علوم مصرفية، عناية تمريضية، تربية حضانية، إدارة فنادق، علوم تجارية، معلوماتية إدارية، شبكات).

بالإضافة لذلك تقدم منظمة "سبارك" سنوياً أكثر من (200) منحة للالتحاق بمعاهد التعليم المهني في لبنان لمدة سنتين، والمعاهد المهنية المشاركة في منحة "سبارك" هي: (معهد القيروان الفني في البقاع الشمالي، ومعهد عمر المختار للتدريب المهني في البقاع الغربي. ومعهد تمكين المهني في طرابلس، ومعهد مخزومي في بيروت).

حيث يحصل الطالب بعد إتمام السنة الثانية بنجاح من خلال امتحان رسمي على شهادة رسمية (شهادة الإمتياز الفني TS ) معترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية وخارج لبنان أيضاً، وتساعد هذه الشهادة الخريجين على إيجاد فرص عمل أفضل.

ومن شروط هذه المنحة

الطالب المقيم في لبنان يمكنه التقدم بطلب منحة فقط في لبنان ولا يمكنه التقدم بنفس الفترة لمنحة في دولة أخرى.

والطلاب السوريون المرشحون الأقوى للاستفادة من برنامج منح منظمة سبارك هم المحفزون كما ترى "سبارك" للعب أدوار نشطة وفعالة في المجتمعات المضيفة لهم، ومستقبلاً عند إعادة إعمار سوريا.

كما أن الطلاب الأنسب لنيل منح "سبارك" الدراسية هم من لا يستطيعون تحمل الأعباء المادية الخاصة بالتسجيل والمصاريف الدراسية.

كما تخصص المنظمة 10% من مقاعد منحها للأيتام.

معايير التقدم للمنحة

- أن يكون المتقدم لبناني أو سوري مقيم في لبنان أو فلسطيني سوري مقيم في لبنان.

- أن يكون المتقدم حاصل على الشهادة الثانوية العامة (من لبنان أو سوريا) أو ما يعادلها.

- أن يكون عمر الطالب بين (18 - 24) سنة.

- أن يكون حاملاً لبطاقة شخصية سارية أو جواز سفر ساري أو إقامة سارية أو أن يكون قد أتم التسجيل في منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

- أن لا يكون المتقدم قد قام بطلب إدراج في برنامج إعادة التوطين من خلال منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أو أي منظمة إعادة توطين أخرى.

ميزات منحة "سبارك" للتعليم المهني في لبنان

تقدم النفقات التعليمية كاملة للطالب (المواد الدراسية والقرطاسية والمحاضرات والمواصلات) لمدة سنة قابلة للتمديد في حال تخطى مجموع الطالب (60%)، ومساهمة للدعم المعيشي خلال سنتي الدراسة، كما تقوم بتقديم راتب شهري لكل طالب وقدره (166.67) يورو، والسكن الجامعي لمن يرغب.

الأوراق المطلوبة للتقديم

- شهادة الثانوية موثقة من لبنان أو سوريا أو ما يعادلها.

- إخراج قيد أو صورة عن الهوية.

- اثبات إقامة (لغير اللبنانيين فقط).

- شهادة صحية.

كيفية تقديم الطلب

من خلال الدخول لرابط الموقع الالكتروني الخاص بالمنحة:  http:spark - syria.eu/application  - center

ويتم تعبئة الطلب ويتكون الطلب من 4 خطوات.

ويحق للطالب الحاصل على الشهادة الثانوية منذ عدة سنوات التقدم بشرط ألا يتجاوز (24) عاماً، كما يجوز لطالب الثانوية الذي لم يحصل بعد على الشهادة الثانوية التقديم (كتقديم شرطي)، وبعد حصوله على الشهادة يستطيع إرفاق شهادته مع الطلب.

تجارب لسوريين مع "سبارك"

في حوار لـ "اقتصاد" مع بعض الشباب السوريين في لبنان حول منحة "سبارك" واستكمال دراساتهم الجامعية، صرح لنا "زكريا"، الذي هرب من سوريا وترك دراسته الجامعية (قسم جغرافية)، قائلاً: "تمنيت كثيراً أن أكمل دراستي الجامعية ولكن أعجز عن الدراسة المكلفة جداً في لبنان، ولبنان ترفض أي سوري في جامعاتها ولا تعترف حتى بمن يحصل على الشهادة الثانوية، وكنت لم أسمع بوجود منحة سبارك، وأنا أعمل منذ قدومي إلى لبنان بالدهان واليوم تجاوزت الـ (24) عاماً من عمري لن يحق لي التقدم لأي منحة دراسية، سأخط حلمي في الدراسة الجامعية مع ألوان الدهان على جدران المنازل اللبنانية التي أصبحت لاجئاً فيها".

أما "فاطمة" التي خرجت من سوريا سنة أولى طب أسنان، تقول: "بعد مجيئي إلى لبنان بقيت خمس سنوات بلا دراسة، وتم رفض طلبي مرتين في منحة "سبارك"، ولكن بعد خمس سنوات قبلت في قسم العناية التمريضية، سعيدة أنا بدراستي في جامعة الجنان فالدراسة فيها متمكنة وبلغة انكليزية ووجدت طريقة التدريس فيها أفضل من طرق التدريس في الجامعات السورية وأعداد الطلاب أقل بكثير، ولكن حلمي بدراسة طب الأسنان مازال يعيش في داخلي، سأعود إلى سوريا يوماً وسأعود إلى مقعدي لدراسة طب الأسنان حتى وإن أصبح عمري أربعين عاماً. إنه حلمي".

أما "وداد" التي كانت تدرس اللغة الانكليزية، تقول: "لم ترشدنا منظمة الأمم المتحدة ولم تدلنا على طريق نكمل به دراستنا الجامعية، رغم أنها استدعتنا أكثر من مرة لإعادة تقييم ملفنا لديها، ولكن من كانت تقيم معنا المقابلة ما كان همها سوى كم مرة تأكلون لحمة في الأسبوع؟ وهل تأكلون الفاكهة؟ وكأن الشعب السوري بنظرهم لم يخلق سوى ليأكل".

أما "إبراهيم" الذي يدرس علوم تجارية من قبل منحة "سبارك" يقول: "الحمد لله أني قبلت في المنحة وسيكون بإمكاني الحصول على شهادة". أما عن رأيه بمنظمة "سبارك" فكان: "إنها منظمة تعمل بحرفية ومنظومة رائعة".

شكاوى حول عمل "سبارك"

يشتكي طلاب سوريون تحدثنا إليهم في لبنان، من اقتسام فرص المنحة رغم محدوديتها، بينهم وبين الطالب اللبناني الذي لا يعاني من مشاكل اللجوء وجميع أبواب الجامعات اللبنانية مفتوحة أمامه. فلما لا تعطى فرصته لطالب سوري لاجئ عاجز عن استكمال دراسته؟!

وكما اشتكى عدد من الشباب السوريين، من رفض طلبهم عدة مرات في المنحة، وعدم معرفتهم سبب الرفض، فلماذا لا تقوم المنحة بتوضيح سبب الرفض للطالب؟!

كما يشتكي البعض من قبول عدة أخوة من بيت واحد، رغم قلة أعداد المقبولين للدراسة في منحة سبارك، فلماذا لا توزع المنظمة الفرص لأكثر من عائلة لعل الشهادة تساعدهم مستقبلاً بإيجاد فرص عمل؟!

ترك تعليق

التعليق