المدرسون المتطوعون في إدلب.. صندوق للدعم، والحل الجذري غير متاح الآن


يعاني قطاع التعليم في محافظة إدلب من ضعف الموارد وقلة المنظمات الداعمة، ولوحظ تراجع خلال السنوات الأخيرة من حيث الاهتمام بهذا القطاع الحيوي.

المدرسون وهم العماد الرئيسي لعملية التعليم يتحملون العبء الأكبر ويعملون بشكل تطوعي أو شبه تطوعي بعوائد قليلة لا تكاد تذكر.

في مدينة بنش بريف إدلب أكثر من 80 مدرساً متطوعاً داخل الصفوف في مختلف المراحل التعليمية لا يتقاضون أي أجر كالمدرس "علي عليان- مدرس لغة عربية" الذي تحدث لـ "اقتصاد" عن ثلاث سنوات قضاها بعملية التعليم متطوعاً بينما يحصل على دخله من الدروس الخصوصية.

موضحاً أن ما دفعه للتعليم هو قلة الكوادر العاملة والحاجة لمدرس لغة عربية. "لا أستطع الوقوف متفرجاً. هذا واجبي للنهوض بأبناء مدينتي".

وتتبع مدارس مدينة بنش للتربية الحرة والتي بدورها تساهم في تأمين الكتب والمعدات المدرسية ولكن بشكل نسبي، كما تقوم بتعيين بعض المدرسين برواتب محدودة لا تتجاوز ١٠٠ دولار شهرياً، وبحسب الأستاذ محمد الحسين، معاون مدير التربية، فإن المديرية لا تتبع لأي جهة. وخلال الأعوام الأخيرة تراجعت وتيرة عمل المنظمات الداعمة وهو الأمر الذي أثّر سلباً على إمكانيات المديرية.

ضعف التمويل دفع الموجه الاختصاصي، أحمد عيدي، من مدينة بنش، إلى إنشاء صندوق لجمع التبرعات للمعلمين المتطوعين. وعبر صفحات الانترنت نشر بياناً تحت عنوان " صندوق التوجيه التربوي لدعم المعلمين المتطوعين"، يحث الأهالي والجهات الداعمة على التبرع وتقديم يد العون للمعلمين الذين يبذلون جهدهم ووقتهم في سبيل متابعة العملية التعليمية.

"عيدي" أوضح خلال حديثه لـ "اقتصاد" أن ضعف الرواتب مشكلة قديمة وما زالت، مضيفاً أن تبرعات الصندوق قد تساهم في تخفيف المشكلة إذا وصلت للحد المطلوب، مشيراً إلى أن الحل الجذري يجب أن تتبناه جهات دولية أو حكومية مدعومة من الأمم المتحدة، "لكي ننهض بقطاع التعليم الذي أصبح مهملاً خلال السنوات الأخيرة".

ترك تعليق

التعليق