مسؤول يدعو السوريين لأكل برتقالة يومياً


غريبة هي الأفكار التي يطرحها مسؤولو النظام من أجل تسويق حمضيات الساحل، والتي تعكس مدى اهتمامهم بحل هذه المشكلة التي باتت تعتبر من قضايا الأمن الوطني، ولكن بنفس الوقت تعكس خوفهم من توصيفها على حقيقتها، والتي يمكن وصفها باختصار، بأن الإنتاج البالغ أكثر من مليون طن هو أكبر بكثير من حاجة الاستهلاك المحلي وكذلك القدرة التصديرية، وبالتالي لا بد من العمل على تخفيضه.
 
غير أن هذه الفكرة، لا يستطيع أي من المسؤولين قولها لأنها قد تودي بصاحبها إلى غياهب السجون، أو تضعه على الأقل تحت مقصلة وسائل الإعلام الموالية، وبدل ذلك يذهبون إلى طرح الأفكار الغريبة والمضحكة في بعض الأحيان.
 
وهكذا، قرأنا خلال السنوات السابقة، أفكاراً من قبيل فرض الحمضيات في الدوائر الحكومية، وتقديمها بدل القهوة والشاي للزوار والضيوف، أو إجبار مؤسسة الخزن على استجرار كميات كبيرة، ولا يهم إن خسرت بها أو لم تستطع بيعها، وهو ما قامت به وزارة التجارة الداخلية العام الماضي، عندما استجرت كمية وقامت بتوزيعها مجاناً على عناصر الجيش، لكن مع ذلك لم يتم حل المشكلة.
 
آخر هذه الأفكار، ما طرحه مدير الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة، والذي يدعى مهند الأصفر، إذ نفى بشكل قاطع أن يكون هناك نية للوزارة بقطع أشجار الحمضيات في الساحل واستبدالها بزراعات أخرى، مشيراً إلى أن حل مشكلة تسويق الحمضيات ليست بحاجة لهذا الإجراء، وإنما لو أن كل سوري تناول يومياً برتقالة واحدة، فإنه لن يعود هناك أي مشكلة في تسويق حمضيات الساحل.

ودعا الأصفر إلى ضرورة أن يغير السوريون أنماطهم الغذائية، بحيث تصبح الحمضيات مادة أساسية لديهم، بدل العصائر الجاهزة التي وصفها بالضارة، والتي تستهلك من الدخل بحسب رأيه، أكثر مما يستهلكه شراء الحمضيات الطازجة.

ترك تعليق

التعليق