بعد انسحاب الولايات المتحدة.. ما مستقبل النفط في مناطق "قسد"؟


لطالما كان النفط وحقول إنتاجه المتركزة في المناطق الخاضعة لسيطرة "الوحدات الكردية" النواة الرئيسية لما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، الملف الأكثر إثارة للتساؤلات في الشمال السوري.

تلك التساؤلات التي كانت بحكم المؤجلة بسبب وجود الولايات المتحدة في المنطقة، طفت إلى السطح من جديد مع إعلان دونالد ترامب، عزمه سحب قواته من سوريا بأسرع وقت متاح.

وفي هذا الجانب، رجح الإعلامي شيرزان علو، أن تحافظ الولايات المتحدة على سيطرتها غير المباشرة على آبار النفط والغاز في سوريا، وذلك حتى في حال انسحبت بشكل كامل.

وأوضح علو في حديثه لـ"اقتصاد" أن مستقبل المناطق النفطية لن يكون بيد أعداء الحلف الأمريكي، مؤكداً أن الأمريكان سيحرصون على وضع المناطق النفطية تحت حماية القوة التي سوف تحل محلهم، سواء كانت قوة عربية من الخليج التي تم طرحها قبل فترة لتكون موجودة في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، أو تحت حماية قوى أخرى تراها أمريكا مناسبة لإدارة هذه المناطق، وذلك في إشارة منه إلى "قوات النخبة" التابعة لرئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا.

وكانت مصادر إعلامية محلية، قد أشارت إلى أنباء يتم تداولها عن مقترح يقضي بانتشار "قوات النخبة" المتحالفة مع "قسد" على الشريط الحدودي التركي- السوري، وذلك لطمأنة المخاوف التركية، وخلق حالة من التوازن العربي- الكردي في المنطقة.

ومختلفاً مع القراءة السابقة، اعتبر عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل، محمود نوح، أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية سيدفع بـ"قسد" إلى تسليم المناطق للنظام السوري، لأنها لا تملك خياراً ثانياً، كما قال.

وقال لـ"اقتصاد"، لم يبق أمام "قسد" إلا العودة إلى إعادة التحالف مع نظام الأسد، وتسليم جميع المناطق الغنية لنظام الأسد، مقابل الحماية من الهجمات التركية المحتملة في شرق الفرات.

وأشار نوح في هذا الجانب إلى فشل الجولة التي قام وفد من "مجلس سوريا الديمقراطية" الواجهة السياسية لـ"قسد" إلى فرنسا، مؤكداً أن الانسحاب الأمريكي وضع "قسد" في موقف لا تحسد عليه.

وتبدو "الوحدات الكردية" اليوم مرتبكة كما لم تكن في أي وقت مضى، إذ ترجح مصادر أن تحذو فرنسا وبريطانيا وبقية الدول المنضوية في مظلة التحالف، حذو الولايات المتحدة بإعلان انسحابها من سوريا، الأمر الذي سيترك هذه القوات بدون حماية، بين سندان التهديدات التركية، ومطرقة النظام والمليشيات الإيرانية.


ترك تعليق

التعليق