بالصور: "التح"، منكوبة أيضاً


دعا المجلس المحلي لبلدة "التح" الواقعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي إلى اعتبارها بلدة منكوبة جرّاء تعرضها للقصف المكثف براجمات الصواريخ من قبل ميليشيات النظام وحليفيه الروسي والإيراني، مما أدى لنزوح عدد كبير من سكان البلدة وإصابة وقتل عدد من المدنيين فيها وتعليق الدوام الرسمي في كافة المراكز الحيوية حرصاً على سلامة الأهالي والموظفين، ونظراً لحالة الخوف والهلع والترقب المستمر التي يعانيها من تبقى في البلدة من سكان.


 وطالب المجلس المحلي الدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد وبخاصة الحكومة التركية أن يقفوا موقفاً حازماً تجاه خروقات النظام وحلفائه ضد المدنيين.


 وأكد المجلس في بيان له أن بلدة التح بلدة مدنية بحتة وتديرها مؤسسات المجتمع المدني وهي خالية تماماً من أي تواجد عسكري لأي فصيل كان.


 وأشار رئيس المجلس المحلي في البلدة المهندس "مياد الغجر" في تصريح لـ"اقتصاد" إلى أن خطوات معالجة الأوضاع في بلدة "التح" كانت في البداية عشوائية وتم تنظيمها فيما بعد، مشيراً إلى أن أهالي البلدة هاموا على وجوههم بعد القصف الشديد الذي طالها ولجؤوا إلى البلدات والقرى المجاورة.


 وأضاف محدثنا أن المجلس المحلي كلّف أشخاصاً يعملون فيه بمتابعة شؤون النازحين بالتنسيق مع المجلس وتم تنظيم جداول لإسعاف الأهالي النازحين والوقوف على احتياجاتهم إن كان بالمواد الغذائية أو الصحية وتأمين سكن وغيره مما يمكن تقديمه وفق الإمكانيات المتاحة، ولكن حجم النزوح الهائل حال دون تلبية كل الاحتياجات-بحسب الغجر– فبلدة "جرجناز" و"التح" مثلاً شهدا نزوح قرابة الـ 10000 عائلة أي ما يقارب الـ 30 ألف نسمة.


 وتابع محدثنا أن المجلس المحلي واجه مشكلة قديمة حديثة بآن معاً وهي العائلات التي لم تستطع الخروج من البلدات وبقيت على أطرافها كـ"الدير" و"جرجناز" مضيفاً أن المنظمات الإنسانية تعتبر هذه المناطق خطوطاً حمراء بسبب تعرضها للقصف ولا يوجد توجه إسعافي لها، ولا زالت هذه العائلات تحت القصف ولضعف امكانياتهم المادية لم يتمكنوا من الخروج.


 ولفت "الغجر" إلى أن المجلس أنشأ صندوق مساعدات من التبرعات الشخصية لأهالي البلدة ولكن هذا الصندوق أُغلق لأسباب لا مجال للخوض فيها.


وبدوره، نوّه مسؤول المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في بلدة التح "حسن الشحاد" لـ"اقتصاد" بأن عدد سكان البلدة 23000 نسمة 17500 منهم سكان أصليون و5500 من النازحين الضيوف، نظراً لتعرض البلدات المحيطة بها لهجمات شرسة بالصواريخ شديدة الإنفجار مصدرها حواجز النظام المتمركزة في "أبو دالي" و"الطامة" و "أبو عمر" و"معان" منذ شهرين، علماً أن القصف على البلدة لا يزال مستمراً حتى الآن، رغم أنها تقع ضمن مناطق خفض التصعيد.
 

وأكد محدثنا أن هذه الهجمات أدت الى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، فوقع شهيدان وهنالك العديد من الجرحى، وخلفت الهجمات دماراً هائلاً في البنى التحتية والمنازل السكنية والمحلات التجارية، كما طال القصف-كما يقول- بعض المنشآت العامة كمستودع للمجلس المحلي وبعض المساجد مما أدى إلى توقف الخدمات الصحية والخدمات العامة وبسبب هذه الهجمة تم أيضاً تعليق الدوام في الدوائر الرسمية والحيوية حفاظاً على سلامة المدنيين.


وأكد المصدر أن الأوضاع في البلدة مأساوية جداً والواقع المعيشي فيها متردٍ جداً فأغلب أبنائها بسيطون يعتمدون على الأراضي الزراعية وتربية المواشي في تأمين لقمة عيشهم ولكن هذه الهجمة فاقمت الأوضاع سوءاً-كما يقول-.


 ‬وأشار محدثنا إلى أن بعض المنظمات استجابت لاحتياجات السكان الذين نزحوا إلى البلدات المجاورة وإلى المخيمات، ولكن هنالك عائلات فقيرة لم تستطع الخروج من البلدة بسبب ضعف قدرتها المادية على دفع إيجار نقل وإيجار بيوت وحتى شراء خيمة وهؤلاء لم يستجب لهم أحد ولم تساعدهم أي منظمة–حسب تأكيده-.


ودعا الشحاد المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال المحرر التوجه باستجابة طارئة من أغطية وخيام وألبسة ومواد غذائية لأهالي بلدة التح ولضيوفها المهجرين الذين نزحوا مجدداً إلى الأراضي الزراعية والبلدات والقرى القريبة، وكذلك لمن بقي منهم على أطراف البلدة وأجبرتهم أحوالهم الاقتصادية السيئة على البقاء تحت القصف.


كان المجلس المحلي لبلدة "جرجناز"، القريبة من "التح"، قد أعلنها منكوبة منذ أيام، بسبب قصف قوات النظام.

ترك تعليق

التعليق