ما حقيقة ما بثته "سانا" حول فتح ممرين لخروج المحتجزين من مخيم الركبان؟


بدا التصريح الذي نقلته وكالة "سانا" التابعة للنظام حول فتح معبرين لخروج المدنيين المحتجزين من مخيم الركبان، غريباً. وبالنسبة للنشطاء المقيمين داخل المخيم الذي يقع على الحدود السورية-الأردنية، يُعتبر هذا الإعلان "غير مفهوم" لاسيما وأن السكان بإمكانهم الذهاب نحو مناطق النظام -لو أرادوا- كما حدث ويحدث في أي وقت.

وقال "عماد أبو شام" وهو ناشط صحفي، في تصريح لـ "اقتصاد" من داخل المخيم، "قرأنا الإعلان في الصحافة وهو أمر مستغرب. من أراد الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام عبر نقطة (ظاظا) التي يوجد عليها حاجز يتبع للنظام فهذا أمر متاح دائماً".

وقالت "سانا" إن ممرين إنسانيين سيفتتحان اعتباراً من يوم الثلاثاء القادم وذلك بالتعاون والتنسيق بين الهيئتين التنسيقيتين المشتركتين السورية والروسية لعودة المهجرين إلى سوريا.

ونقلت "سانا" هذا الإعلان للهيئتين عن وزارة الدفاع الروسية التي نشرته بدورها على موقعها الإلكتروني. وجاء في البيان، "الحكومة السورية بالتعاون مع روسيا الاتحادية اتخذت قراراً بفتح معبرين إنسانيين بدءاً من الثلاثاء القادم في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف منطقة التنف لخروج المدنيين المحتجزين من قبل قوات الاحتلال الأمريكي والمجموعات الإرهابية التابعة لها"، على حد تعبير البيان.

"أبو شام" أكد أن لا جديد في هذا التصريح بالنسبة لأهالي المخيم. "يوجد طريق مفتوح نحو مناطق النظام حيث يستقبل (حاجز ظاظا) التابع للنظام جميع من يرغبون بالعودة". وتابع: "المدنيون يدخلون نحو مناطق النظام أما الشبان المطلوبون للعسكرية فيخضعون للمصالحة ثم يلتحقون بالخدمة".

ونفى "أبو شام" وجود أي تنسيق مع إدارتي المخيم سواء من قبل النظام أو الروس حول موضوع الممرين. مشيراً إلى أن رغبة معظم الأهالي لاسيما الشباب هي فتح ممرات آمنة نحو سيطرة المعارضة في الشمال السوري وليس إلى مناطق النظام. لأن الطريق نحو النظام مفتوح دائماً.

ويعيش مخيم الركبان منذ 4 تشرين الأول 2017 حالة حصار كبيرة تفرضها قوات النظام المتمركزة في نقطة "حاجز ظاظا" الواقعة على طريق دمشق-بغداد. ونشأ المخيم عقب إغلاق الحدود من طرف الحكومة الأردنية أمام مئات النازحين الهاربين من المعارك. ويضم حالياً قرابة 70 ألف شخص يعيشون أوضاعاً كارثية لا تُحتمل.

وفي بداية شباط/فبراير أدخلت الأمم المتحدة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري قافلة إغاثية تضم 133 شاحنة محملة بمواد غذائية وطبية وملبوسات ومواد تنظيف إلى المخيم.

وزعمت "سانا" أن قرار فتح المعبرين الإنسانيين جاء بعد "تقييم تجربة إرسال القافلتين الإنسانيتين إلى الركبان مؤخراً والتي أكدت أن ذلك لا يمثل حلاً مناسباً لمعاناة سكان المخيم وسط شكوك باستيلاء (الإرهابيين!) المدعومين من واشنطن على معظم المساعدات"، على حد تعبير الوكالة الرسمية التابعة للنظام.

وقال "أبو شام": "التصريح حول الممرات غير واضح على الإطلاق. ولا حل إلا بفتح طريق آمن نحو الشمال السوري".


ترك تعليق

التعليق