مجموعة الكترونية لتسهيل زواج السوريين في مصر


في رحلة لجوء السوريين التي شملت بلداناً عديدة برزت مشكلة جديدة تتعلق بحياتهم اليومية وهي مشكلة الزواج أو إيجاد شريك الحياة من قبل الطرفين، وبخاصة في الدول الكبيرة المساحة التي انتشر بها السوريون، ومن هذه الدول مصر.

ووفقاً لتقديرات عديدة يبلغ عد السوريين في مصر قرابة نصف مليون، ونسبة كبيرة منهم في عمر الشباب والزواج، ولعل إحدى أبرز مشكلات هؤلاء الشباب إيجاد الشريك المناسب لبناء عائلة، ولكن صعوبات عديدة تواجه هؤلاء الشباب والشابات وذويهم لإيجاد هذا الشريك.

صعوبات تبعها إنشاء مجموعة خاصة بالزواج للسوريين في مصر

ككل الدول التي تضم سوريين بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بلعب دور في هذه العملية حيث تم إطلاق مجموعة خاصة على "فيسبوك" باسم "زواج السوريين في مصر"، وقد جاءت بعض آراء السوريين معارضةً لإطلاقها، بينما رآها آخرون ضرورية كحل لحالة البحث عن زوجة أو زوج سوريين في بلاد مساحتها كمساحة سوريا بعشر مرات.

ولمزيد من التفاصيل تحدث موقع "اقتصاد" إلى السيدة التي أطلقت المجموعة (طلبت عدم ذكر اسمها)، والتي حدثتنا قائلةً: "سبب انشائي مجموعة خاصة بالزواج هو صعوبة التواصل بين العائلات السورية والبعد بينهم بحكم الغربة وتفرق الناس عن بعضها، والخدمات التي تقدمها المجموعة مجانية وبدون مقابل مادي أو معنوي".

وعن طريقة عملهم تقول السيدة "أولاً الجروب خاص وهو فقط للنساء دون الشباب، ويتم التأكد من ذلك من البروفايلات أو الصور للتثبت أن البروفايل حقيقي أم وهمي وأحياناً للتوثق أكثر نتأكد عبر الصوت من ذلك، وكل من لديه شاب أو بنت يرغب أو ترغب بالزواج يرسل المعلومات لآدمن الجروب  بتفاصيل عنه مثل (الدراسة - العمل - الاقامة - العمر - مواصفات طلبات الشريك)، بعدها تقوم إدارة المجموعة بنشر الطلب بمنشور ولكل حالة رقم خاص بها يوضع في المنشور، وبعد النشر من يناسبه يقوم بالتواصل مع الآدمن لنجعلهم يتواصلون مباشرة".

وتستطرد محدثتنا: "بعد أيام من اطلاقنا الجروب وجدنا تفاعلاً كبيراً لدرجة عندما ترددت وقررت إغلاق الجروب خوفاً من أن تفهم مساعدتي بشكل خاطئ أو أن أتعرض لمشاكل أرسل لي الكثيرون من أهالي الشباب والشابات رسائل تشجيع وطلبات حتى أكمل ما أقوم به، وخلال أقل من شهر تم خطبة ثلاثة شبان وصبايا عبر الجروب وهو ما شجعنا على اكمال ما نقوم به".

وتختم محدثتنا: "الجروب هدفه المساعدة فقط وتواصل بين الأهل فقط (طرف أهل العريس - طرف أهل العروس)، والآدمن والقائمين على الجروب من البداية، أوضحنا عدم مسؤوليتنا عن أي شيء أو مشكلة قد تحصل بين الطرفين بعد وصلهم ببعضهم، ونحن نوصل للطرفين أكبر قدر من المعلومات وعلى أهل العروس أن يتحلوا بالحيطة والحذر وأن يتوثقوا من الأشخاص قبل استقبالهم بالإضافة إلى ما نبذله نحن من جهود بهذا الجانب، والجروب سرّي ولا يتم قبول الأشخاص إلا عن طريق عضوة مشتركة بالجروب وهي تضيف سيدة تعرفها، وحالياً الجروب مقتصر على السوريين من الطرفين فقط".

السوريون.. بين مشجع ورافض

لمعرفة مزيد من الآراء تحدث "اقتصاد" إلى عدد من السوريين في مصر ومنهم السيدة "أم علاء" التي قالت: "الجروب مهم في حالة الغربة والشتات التي نعيشها وهو يجمع العائلات ببعضها وبخاصة الشباب الذين يعيشون بدون أهلهم، هؤلاء وفرت لهم هذه المجموعة طريقة لتواصل أهل العروسين مع بعضهم والاتفاق على كل التفاصيل، ولا أرى بهذه المجموعة أي مشكلة أو مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا بشكل أو بآخر، هو يشكل خطابة بالمعنى الحديث".

أما "تيم" فقد كان له رأي آخر بقوله: "لا تستطيع برامج التواصل الاجتماعي أن تحل مشكلة كهذه ولا أن تعالج مسألة هامة مثل الزواج بهذه الطريقة والتي إن تمت لن أتصور أن يكتب لها النجاح".

ويختم محدثنا: "كسوريين في مصر عانينا منذ عدة سنوات من إشاعة انتشرت أن السوريين في مصر يزوجون بناتهم في المساجد فقط طلباً للسترة، والآن نخشى بإطلاق مثل هذه المجموعات أن يتم استغلالها من بعض المسيئين للسوريين في مصر ووجودهم، والقول أن السوريين يزوجون بناتهم للمصريين على الانترنت وهذا هو خوفنا الأكبر ولذا أطلب على أقل تقدير من إدارة المجموعة أن تبقى مقتصرة على السوريين فقط".


ترك تعليق

التعليق