بتبرعات قليلة جداً.. منظمة تركية تدعم النساء السوريات وأطفالهن في إزمير


قبل ثلاث سنوات، وقّع الاتحاد الأوروبي معاهدة اللاجئين مع أنقرة، تعهد بموجبها بتقديم مليارات الدولارات كمساعدات للسوريين البالغ عددهم حوالي 3.6 مليون في تركيا. ومع ذلك، فإن العديد من جمعيات ومنظمات الإغاثة تساعد اللاجئين دون أن تتلقى دعماً.

ولتسليط الضوء على مثل هذه المنظمات، نشرت إذاعة شمال ألمانيا (NDR) تقريراً حول منظمة تركية، تدعمها جزئياً جمعية إغاثة ألمانية، لمساعدة السوريين في مدينة أزمير التركية، المطلة على بحر إيجة.

ووفق ترجمة قام بها "اقتصاد"، ذكر تقرير الإذاعة، المنشور يوم الخميس، أن منظمة فريق المساعدة الدولية للاندماج "تيافي TIAFI" التركية، بمساعدة جمعية "دراي موسكاتيره، 3 Musketiere" الألمانية، ومقر الأخيرة في ولاية بادن فورتمبرغ، تقدمان الدعم للاجئين، وخاصةً للنساء والأطفال السوريين في مدينة إزمير.

وأضاف تقرير الإذاعة أن المنظمة والجمعية خلقتا أفكاراً إبداعيةً للمساعدة، نظراً لنقص التبرعات التي تصلهما.

والتقت الإذاعة إحدى العاملات في منظمة "تيافي"، في مقرها الذي كان مصنعاً في السابق، وهي آنا رورك، الأيرلندية التي تعيش في إزمير منذ سنوات، وشرحت للإذاعة عن مساعدات المنظمة، التي من بينها تقديم الوجبات للمحتاجين، وقالت إن نساء سوريات يطبخن كل يوم 250 وجبة طعام، تُقدم للاجئين السوريين ولغيرهم من المحتاجين للمساعدة.

مساعدة للنساء والأطفال

وبحسب التقرير، تركز منظمة "تيافي" مساعداتها للنساء السوريات وأطفالهن، حيث تدير الجمعية روضة أطفال بسيطة، ويشرف عليها معلمون سوريون.

ومن بين الحاصلات على المساعدة، امرأة سورية تدعى فيردا البالغة من العمر 32عاماً، وهي قادمة من مدينة حلب وتعيش في تركيا مع طفليها وأمها المريضة منذ سنوات، بعد أن تخلى عنها زوجها الذي سافر إلى ألمانيا.

وتقول المرأة إنه ليس من السهل أن تعيش امرأة ترعى أسرة بمفردها في حي فقير في إزمير، مضيفةً أنها لحسن الحظ لم تتعرض لمضايقات تُذكر، وحول منظمة "تيافي" تقول إنها تعتبرها مثل عائلة لها ولعائلتها، فهي تشعر بالأمان وتكسب بعض المال من عملها فيها.

نقص التبرعات هو المشكلة الرئيسية

وقالت آنا رورك للإذاعة بحزن إن الأموال بالكاد تكفي لعمل المنظمة، حيث أن مصدر تمويلها الرئيسي هو بيع حقائب تخيطها اللاجئات، عبر الإنترنت ومن خلال جمعية "دراي موسكاتيره" الألمانية.

وأضافت رورك أن التبرعات قليلة جداً، والمنظمة لا تحصل على شيء من المليارات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لتركيا.

وتابعت رورك بالقول إن المنظمة محدودة الإمكانيات "تعمل بهدف إنساني، فهي تقدم الطعام للمحتاجين، وتحاول العثور على سكن لهم، وترافقهم إلى المستشفى، وتحاول إيجاد أماكن لأطفالهم في المدارس وتساعدهم على تعلم اللغة التركية".

أطفال يرسمون صوراً كئيبة

وعرضت رورك للإذاعة لوحات معلقة على جدار في مقر المنظمة، رسمها أطفال لاجئون، يظهر في إحداها طفل صغير يلعب بسعادة على الشاطئ، لكن في القسم الثاني من اللوحة يظهر وهو ملقى ميتاً على ذات الشاطئ، وفي أخرى، رسم طفل أشلاء مزقتها القنابل.

وعلقت رورك للإذاعة بالقول إن معظم اللوحات تظهر الرؤية القاتمة للأطفال اللاجئين، وأضافت أن أخصائيين نفسيين ناطقين بالعربية يزورون بانتظام مقر الجمعية، ليقدموا المساعدة تطوعاً للأطفال وأمهاتهم ممن يعانون من صدمة ما بعد الحرب.

وبحسب الإذاعة، فإن آنا رورك نفسها تدير مجموعات نقاش لإشاعة بعض الأمل بين اللاجئات، وعلقت رورك حول ذلك بالقول: "لقد قابلت الكثير من الأمهات اللاجئات، بعضهن صغيرات السن، يبلغن من العمر26 و27عاماً فقط، وبعضهن قلن لي إن حياتهن قد انتهت، لكن الأمر سيان بالنسبة لهن، فهن يأملن فقط أن يعيش أطفالهن حياة جيدة ويداومون في المدارس".

وقال اللاجئ السوري "أحمد" من دمشق للإذاعة إنه يريد السفر إلى أوروبا "من أجل مستقبل أفضل" لأطفاله، وأضاف الأب الذي لم يحصل على فرصة للدراسة في وطنه: "إن مستقبل أطفالي يبدأ حين يتمكنوا من التسجيل في الجامعة، وقد أراهم لاحقاً في مهن مرموقة"، وتابع قائلاً إن زوجته مهندسة لكنها لم تحصل بعد على فرصة للعمل.

هناك حاجة دائماً للمساعدة

إن "أحمد" البالغ من العمر 28عاماً، لاجئ أيضاً، ويعمل في منظمة "تيافي" أينما كان ومهما كان العمل، فهو يعمل أحياناً في أعمال الطبخ، وأحياناً يقدم النصائح للنساء السوريات اللاتي يأتين للجمعية من أجل أعمال الخياطة، وأحياناً يساعد في أعمال التنظيف.

وعلّق الشاب حول عمله في الجمعية، بقوله للإذاعة وابتسامة تفاؤل ترتسم على شفتيه: "لا يهم نوع العمل، أنا ببساطة أحب أن أساعد".

وأضاف الشاب بالقول إنه انشق عن جيش النظام، ولم يعد بإمكانه العودة إلى بلاده. ويرى "أحمد" أن تركيا تعتني باللاجئين السوريين بشكل جيد، وامتدحها لجهودها.

المخاطرة بركوب القوارب باتجاه اليونان

إن معظم اللاجئين في إزمير كانوا سيفكرون بركوب القوراب المطاطية الخطرة باتجاه الجزر اليونانية، إذا ما توفر لديهم المال، وهذا ما تعرفه آنا رورك، التي علقت حول ذلك بالقول: "لقد حصلت للتو على مقطع فيديو من مخيمات اللاجئين في الجزر اليونانية. سوف نعرضه على الناس هنا لأنني أريدهم أن يروا أنه لا وجود للجنة التي يحلمون بها في اليونان، وأنا أريدهم أن يعرفوا أيضاً مدى خطورة الرحلات في القوارب المطاطية، التي فقد الكثير من الناس أرواحهم نتيجتها".

ختاماً، تقول المرأة الأيرلندية للإذاعة: "لقد فكرت في مرحلة ما، أن أوروبا ستجد حلاً، وهذا ما لم يتوفر حتى الآن. لذلك ما يزال الناس يحاولون عبور الحدود".


ترك تعليق

التعليق