المندي.. ضمن قائمة الأشهى والأرخص، في دمشق واسطنبول على حد سواء

على الرغم من أصولها اليمنية إلا أنها باتت كباقي الوجبات التي يقدمها السوريون على موائدهم، خصوصاً في رمضان. "المندي"، والتي تعود أصولها إلى منطقة حضرموت في اليمن، أصبحت ضمن لائحة الأطعمة السورية، إلا أن التعديلات طالتها، كباقي الوجبات، ليتمكن السوريون من إعدادها بتكاليف أقل مما هي عليه بشكلها الأصلي.
 
ففي الوجبة التي تُعد بشكل أساسي من الأرز الذي يُزيّن وجهه بلحم الضأن، استبدل السوريون الأخير بلحم الدجاج أو حتى صار بعضهم يعد الأرز فقط، مضيفاً إليه بهاراتها، ليقال "والله عملنا مندي عالفطور".

في اسطنبول.. 35 ليرة كافية للوجبة "الملكية"

بعد الارتفاعات المتكررة للأسعار وصلت تكلفة الوجبة إلى 35 ليرة تركية كحد أقصى، هكذا بدأت "أم محمد" حديثها لـ "اقتصاد" عن تكاليف إعداد المندي وكيفية التعديل عليها لتصل إلى الحد الأدنى الممكن من التكاليف، فقالت: "في العام الماضي كان سعر كيلو الفروج النيء يتراوح بين 8 إلى 9 ليرات تركية أي قرابة دولارين في ذلك الوقت، أما اليوم فوصل سعره إلى 12 ليرة مع الحفاظ على السعر مقابل الدولار (أي دولارين)، أما كيلو الأرز الطويل والذي لا يوجد لدى المحلات التركية فهو متواجد حصراً لدى البزوريات السورية الموجودة في مناطق اسنيورت والفاتح بالتحديد لارتفاع نسبة السوريين فيهما بشكل كبير، فقد كان سعره العام الماضي 8 ليرات أما اليوم فقد وصل إلى 13 ليرة تركية أي دولارين أيضاً".

البهارات التي لا تخلو من أي منزل وخصوصاً الليمون اليابس وورق الغار وجوزة الطيب والهال والقرنفل، خفف السوريون من استخدامها لارتفاع أسعارها، حيث يبلغ سعر الحبة الواحدة من جوزة الطيب ليرة تركية واحدة، أي أنه في حال أُعدت الوجبة بكامل بهاراتها فتحتاج للبهارات وحدها 10 ليرات تركية.

"أم محمد" أكملت: "اختصرت البهارات لتقتصر على الهال والقرنفل والفلفل الأسود وورق الغار إضافة إلى الملونات التي تضاف للأرز والتي يبلغ سعر العبوة الواحدة منها 20 ليرة تركية، إلا أن علبة واحدة قد تكفي لعام أو أكثر ما يعني أن الوجبة لا تحتاج لأكثر من بضعة قروش ثمناً للملونات، أي أن تكاليف البهارات لا تتعدى 4 ليرات تركية، بما يساوي دولار واحد".

أما عما يقدم كمقبلات بجانب الوجبة، فتنقسم الآراء بين مُعدٍ لسلطة الخضار، وبين شاربٍ للبن أو الكولا، ففي جميع الأحوال لا تتجاوز تكاليف المقبلات 5 ليرات تركية أي أن المجموع كاملاً وصل إلى قرابة 35 ليرة، في حال أضفنا سعر السمنة إليه، أي حوالي 6 دولارات فقط. ويمكن الاستغناء عن دولارين منها لتنزل إلى 4 دولارات في حال تخلت العائلة عن لحم الدجاج أيضاً.

المندي في دمشق أرخص منه في اسطنبول

رغم ارتفاع الأسعار الكبير في سوريا عامة، ودمشق على وجه الخصوص، فإن العائلة هناك لا تحتاج لأكثر من 5 دولارات ونصف، لتعد المندي دون الاستغناء عن شي من مكوناته حيث يبلغ سعر كيلو الرز 800 ليرة سورية أي حوالي دولار ونصف، أما سعر الكيلو الواحد للفروج النيء فيبلغ 1200 ليرة سورية أي دولارين وبضعة سنتات.

أما عن بهاراتها فيمكن الحصول على كمية تكفي لوجبة واحدة بسعر 400 ليرة سورية تحوي جميع أنواع البهارات اللازمة للوجبة دون الاستغناء عن أي منها. وبذلك فإن البهارات لا تتجاوز دولاراً واحداً، على عكس الوضع في اسطنبول.
 
الملونات يبلغ سعر العبوة الواحدة 500 ليرة سورية أي أقل من دولار أيضاً، تكفي لأكثر من عام.
 
المقبلات بدورها لا تزيد تكلفتها عن الدولار الواحد، حيث يبلغ سعر كيلو اللبن 300 ليرة سورية ويبلغ سعر عبوة الكولا الكبيرة 500 ليرة إلا أن السوريين باتوا يعتمدون على صنف واحد من المقبلات كنوع من التوفير.

رغم جميع التعديلات التي طالت الوجبة إلا أن السمنة لم يستطع السوريون هنا استبدالها بالزيت النباتي أو الزبدة لما تضيفه من نكهة خاصة للأرز لا يمكن للزيت أو الزبدة إضافتها له.

يذكر أن سعر الكيلو الواحد من لحم الضأن يبلغ 7000 ليرة سورية في العاصمة دمشق، ويصل في اسطنبول إلى 39 ليرة تركية أي أن تكاليف الوجبة يمكن أن تتضاعف في حال أُعدت كما يُعدها أهلها الأصليون في اليمن.